زيد السليطين من الرياض
من على رفوف أحد أكبر المراكز التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية "وول مارت"، تنافس الصناعة السعودية في مجال بطاريات السيارات العشرات من مصنعي العالم في هذا المجال بعد أن حازت رضا العملاء في الجودة والسعر.
البطاريات السعودية بدأت تنتشر في الأسواق الأمريكية والأوروبية وانطلقت رحلتها من جنوب العاصمة السعودية الرياض تحديدا في المدينة الصناعية الثانية، والمنطقة الشرقية (الدمام) وبهدف تلبية الطلب المحلي على هذا النوع من البطاريات إلا أنها اليوم تحقق مبيعات سنوية في السوق الخارجية تتجاوز 260 مليون ريال تقريبا.
ويقول عيسى العيسى؛ المتحدث الرسمي للجمارك، إن حجم صادرات المملكة من البطاريات في الأشهر الستة الأولى من عام 2017 نحو 12 ألف طن بقيمة بلغت نحو 134 مليون ريال.
وأوضح لـ "الاقتصادية" أن حجم واردات المملكة من بطاريات السيارات، بلغ خلال النصف الأول من العام الجاري، نحو 146 ألف طن بقيمة بلغت 439 مليون ريال تقريبا.
ويأتي تنامي صادرات المملكة من بطاريات السيارات في العالم بالتزامن مع تنامي الطلب العالمي على هذه البطاريات ورصد دول مثل الصين مليارات الدولارات لهذه الصناعة، كما أنه يتوافق مع خطة وزارة التجارة والصناعة الاستراتيجية الصناعية المعلنة والمرتكزة على أهداف "رؤية السعودية 2030"، إلى مضاعفة نسبة الصناعة من الدخل القومي لترتفع من 10 في المائة إلى 20 في المائة بحلول عام 2020، كما منحت وزارة التجارة مصانع ذات القيمة المضافة إعفاءات جمركية، واتجهت أيضاً إلى توطين الصناعات التحويلية المرتبطة بقطع الغيار، في محاولة لجعل الصناعة بكل أنواعها أحد أهم مصادر تنويع الاقتصاد.
"الاقتصادية" زارت أحد مصانع البطاريات للتعرف أكثر على هذه السوق، التي لا تزال تعاني وفق المتخصصين من مشاكل تتعلق بقلة المصانع الوطنية للبطاريات، حيث لا يوجد غير مصنعين فقط، إضافة إلى إغراق السوق المحلية بالبطاريات الأجنبية، ومعوقات أخرى متنوعة.
وقال المهندس علي الحيدري؛ مدير إنتاج في المصنع الذي انطلق عام 1998، إن سلسلة منتجات (بطاريات) المصنع حاليا تشتمل على عديد من أنواع بطاريات السيارات منها الجافة المشحونة، وأخريات لا تحتاج إلى صيانة، وجميعها تتفق مع مقاييس المواصفات اليابانية JIS، والأوروبية DIN، والمواصفات الأمريكية SAE، ويتم تصنيع كل بطارية وفقا لبرنامج إدارة الجودة الشاملة المتكامل، إضافة إلى مراقبة الجودة المتقدمة والاختبارات القياسية.
وأوضح الحيدري، أن المصنع يعمل الآن بطاقة إنتاجية تبلغ 1.8 مليون وحدة في السنة بنوعيها الجافة والإلكترونية، يتم تسويقها في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وأضاف، إن المصنع ينتج البطاريات الصغيرة 40 أمبير إلى بطاريات الـ 100 أمبير الخاصة بالسيارات إضافة إلى البطاريات الخاصة بالشاحنات التي تصل قوتها إلى 200 أمبير، مبينا أنه يتم إنتاج نوعين من البطاريات الجافة والإلكترونية.
وأشار الحيدري، إلى أن البطاريات المصنعة في السعودية تتميز بوجود أجهزة داخل المصنع مدمجة في خطوط عمليات الإنتاج تعمل على الكشف عن العيوب التصنيعية التي تمكن الشركة من إنتاج منتجات ذات جودة عالية خالية من العيوب والحرص على تفادي الأخطاء البشرية.
وأوضح، أنها تضاهي جودة أفضل المنتجات العالمية، حيث إنها ترتكز على تكنولوجيا شركة فارتا الألمانية المتقدمة في هذا المجال، من أجل ذلك فهي مدعومة بالتكنولوجيا الألمانية ومعبأة كي تدوم لحياة أطول، وتم إنتاجها لتتحمل الظروف والمواسم القاسية ومصممة للسيارات المطابقة للمقاييس الأوروبية والأمريكية واليابانية.
التعليقات