عيسى الشاماني 

لقيت تغريدات نشرها عدد من دعاة الكراهية والطائفية، رفضا واسعا من المجتمع السعودي بكافة أطيافه وتفاعلت معها جهات حكومية من بينها وزارة الثقافة والإعلام، والنيابة العامة التي اعتبرت أن هذا الطرح المتطرف يستهدف الاعتدال المجتمعي لوجهة التشدد والتطرف، وإثارة نعرات الكراهية والطائفية والتصنيفات الفكرية والمذهبية ومحاولات التضليل.

وأحالت وزارة الإعلام المغرد علي الربيعي إلى لجنة مخالفات النشر بسبب مخالفته نظام المطبوعات بعد أن تسبب في جدل كبير إثر نشره لتغريدة مسيئة بعد رحيل الممثل الكويتي عبدالحسين عبدالرضا، معتبرا أنه لا يجوز للمسلم الترحم على عبدالرضا كونه ليس مسلما (بحسب وصفه).

وأصدرت النيابة العامة أمراً باستدعاء مجموعة من المغردين ممن رُصِدَت عليهم اتهامات جنائية بالإساءة للنظام العام من خلال التأثير على سلامة واعتدال المنهج الفكري للمجتمع بمشاركات ضارة سلكت جادة التطرف المفضي إلى مشايعة حَمَلَة الفكر الضال، وأكدت النيابة العامة أن من تم استدعاؤهم هم قيد توصيف الاتهام الجنائي وستطبق بحقهم الإجراءات الشرعية والنظامية للمتهمين.

ولقيت تغريدة الربيعي وآخرين من بينهم الدكتور صالح التويجري، وآخر يدعى محمد الشنار، ردود فعل غاضبة من أطياف المجتمع الذين عبروا عن رفضهم واستهجانهم لمثل هذا الخطاب الطائفي، مطالبين بسرعة تقديمهم للعدالة.

وبعد ساعات من بيان وزارة الإعلام، غرد الأخير معتذرا لكن اعتذاره قوبل بالرفض واعتبره مغردون اعتذارا مبطنا، لكنه عاد بعد ذلك بدقائق وأطلق تغريدات يهدد فيها الجميع بالعدالة وطلب من المحامين والقضاة التواصل معه لهذا الغرض.

وقال الممثل السعودي ناصر القصبي: هذا اعتذار لا يكفي يا وزير الإعلام، اعتذار مبطن وملغم. يجب سن قانون يلجم هذا وأمثاله.

وقال الربيعي في اعتذاره: «أعتذر لإخواني شعب الكويت عن سوء الفهم الذي وصلهم بسبب التغريدة السابقة وأسأل الله أن يرحم أموات المسلمين «الموحدين» وأن يتغمدهم برحمته».

واتهم عضو مجلس الشورى السابق موافق الرويلي، الدكتور علي الربيعي أنه يحمل شهادة دكتوراه وهمية.

وقال الرويلي عبر حسابه على تويتر أمس: وأخيرا وقع أكبر هلكوني في قبضة العدالة، كم حذرت من أصحاب الشهادات الوهمية لأن أذاهم متعدد.

وفي الوقت الذي أشيع أن الدكتور علي الربيعي يمني الجنسية أكد مصدر مطلع لـ «عكاظ» أن الربيعي يحمل الجنسية السعودية، وأنه تم إخطاره رسميا بأنه يجب عليه أن يحضر إلى وزارة الثقافة والإعلام كونه متهما بمخالفة النشر الإلكتروني.

وقال متحدث وزارة الثقافة والإعلام هاني الغفيلي، أن الشبكات الاجتماعية شكل من أشكال النشر الإلكتروني الخاضعة لأحكام النظام، وفي المادة التاسعة للنظام ذكرت فيها محظورات النشر.

وكان مجموعة من المثقفين السعوديين أصدروا بيانا عزوا فيه أسرة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا والوسط الفني والثقافي وكافة المجتمع الكويتي والخليجي والعربي في رحيل هذه القامة الفنية السامقة التي أمتعت الأجيال بفنّها الهادف النبيل، واستنكروا الحديث الطائفي الذي صدر من الربيعي وعدد من الدعاة السعوديين.

وقالوا في بيان (حصلت «عكاظ» على نسخة منه)، نؤكد في الوقت ذاته رفضنا القاطع وإدانتنا لما بدر من المدعو علي الربيعي وكذلك صالح التويجري، اللذين عبّرا عما بداخلهما فقط، واللذين واجها الرفض والاستنكار من عموم المغردين السعوديين قبل غيرهم، كما نؤكد أن خطاب الكراهية اليوم أصبح محدودا على فئة متوارية منبوذة داخل المجتمع السعودي ولا يمثّلون سوى أنفسهم وأفكارهم.

وأضافوا: «هناك من تطوّع من السعوديين للترافع ضد تلك التغريدات المسيئة بحق الراحل عبدالحسين عبدالرضا وبحق الطائفة الشيعية التي هي جزء أصيل من المكوّن الوطني السعودي منذ تأسيس المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه، ومنهم من تطوع لإبلاغ الجهات المختصة عن تلك الإساءات، ومن المؤكد أنه سينال عقابه في ظل عهد الحزم والعزم».

وأكدوا، أن المجتمع السعودي بكل مكوناته امتداد لأهله في الكويت بكل مكوناتهم أيضا، وأن ما يصيب الكويت يصيبنا في المملكة، وما يفرحهم يفرحنا.