حمود أبو طالب

دشن وزير الإعلام الدكتور عواد العواد برنامج الخطة الإعلامية لحج هذا العام يوم الخميس الماضي بحضور عدد كبير من الإعلاميين والكتاب، وتم خلال ذلك استعراض محاور الخطة وتفاصيلها والأهداف التي تتوخى تحقيقها، وربما هي المرة الأولى التي يتم استعراض الخطة ومناقشتها خارج مكاتب الوزارة مع غير موظفيها للاستفادة من الآراء والأفكار والمقترحات، وهذا يُحمد للوزارة في كل الأحوال.

شخصياً، لدي قناعة راسخة أنه لا يوجد بلد يحظى بميزة المملكة في وجود إعلاميين من كل دول العالم تقريبا خلال فترة محددة، ما يمثل فرصة نادرة لتقديم كل ما أنجزته المملكة ليس على صعيد خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والخدمات الجليلة المقدمة للحجاج فحسب، ولكن كل ما تحقق من إنجازات حضارية وتطور وتنمية للإنسان والمكان، ولكن مع قناعتي هذه ما زلت أجزم أننا لم نستثمر هذه الفرصة، أي موسم الحج، كما يجب وبشكل فعال.

في هذه المرحلة بالذات بكل ما تكتنفها من ظروف أعتقد أنه يجب استثمار الوجود الإعلامي الكثيف لتقديم الوطن على حقيقته وتصحيح بعض الصور النمطية الملتبسة التي تكرسها بعض وسائل الإعلام الأجنبية على خلفية قضايا لا يحيطون بأبعادها الاجتماعية وخلفيتها الثقافية أو أطرها الدينية. هناك فرق بين أن يتحدث إعلامنا عن وطنه وأن يرى الآخرون الحقائق ويتحدثون عنها بعد توضيح وتصحيح كل موضوع تم فهمه بغير حقيقته.

لقد اعتادت الوزارة إقامة حفل بروتوكولي للإعلاميين الأجانب بعد انتهاء الحج مباشرة تتبعه مغادرتهم، ولكن ماذا لو تم ترتيب بقاء هذا العدد الكبير من الإعلاميين لوقت قصير بعد الحج ليشاهدوا ما يحدث من قفزات كبيرة في الوطن، وليجتمعوا بالإعلاميين والمثقفين السعوديين للحوار في المواضيع المحلية التي يتم طرحها في الإعلام الخارجي بشكل خاطئ، وليتمكنوا من لقاء بعض المسؤولين المعنيين بالأمور التي يودون الاستفسار عنها. ربما تكون هذه الفكرة إيجابية ومفيدة جداً، فبدلا من أن نذهب للعالم ها هو العالم يأتي إلينا، فلنستثمر هذه الفرصة الاستثنائية بذكاء.