أصبحت الجامعة اللبنانية رهينة المحاصصة والمحسوبيات وتواجه أجندات مذهبية وسياسية تهدد بانهيارها. و«انفجر» ملف الجامعة قبل أيام مع استدعاء المؤرخ والأكاديمي الدكتور عصام خليفة، للمثول أمام القضاء بعد أن وجه إليه رئيس الجامعة الدكتور فؤاد أيوب، تهمة «القدح والذم» على خلفية مزاعم عن تزوير أيوب شهادته.

وقال خليفة لـ«الشرق الأوسط» إن «الجامعة اللبنانية صرح وطني فيها أهمّ الأساتذة، ونحن لا نريد أن نضر بها، فهي عصب النظام التربوي، وهي اليوم مهددة بالانهيار». وتابع: «من هنا نطالب رئيس الجامعة بإبراز شهادته ليقطع الشك باليقين».

والجامعة الوطنية التي تأسست قبل 67 عاماً، كانت تحافظ على سمعة جيدة قبل الحرب الأهلية، لكن أحوالها تغيرت، وشهدت في السنوات الأخيرة، وتحديداً مجمعها الأكبر في منطقة الحدث بالضاحية الجنوبية لبيروت؛ حيث الغلبة لـ«حزب الله»، مظاهر هيمنة نافرة أدت إلى نزوح طلاب لا يتوافقون وسياسة «الثنائية الشيعية»، وبالتالي اختفاء التنوع الطائفي عن هذا المجمع.

رئيس «جمعية أصدقاء الجامعة» الدكتور المتقاعد أنطوان صياح، يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأجندات المذهبية تهدد التوازن في الجامعة، من خلال التسلل إلى الفروع الموجودة في المناطق ذات الأكثرية المسيحية بفرض أساتذة من خارج هذه المناطق، رغم توفر أساتذة منها يتميزون بالكفاءة، ولدى الاجتماع بأيوب كان يَعِد، وبعد ذلك لا يفي بوعوده. كأن المطلوب أن يتحول الجسم الأكاديمي إلى غالبية من لون واحد».