&&علي أحمد البغلي

&لن أتكلم اليوم عن تيار الفساد الجارف في البلد ولا عدم مبالاة بعض أعضاء المجلس، وانشغال آخرين بالتافه والهامشي من أمور، وانشغال آخرين بالاستعراضات الاعلامية والتهديدات الجوفاء بالاستجوابات وغيرها.. وتحقيق البعض الآخر لمفاتيحهم والمحسوبين عليهم للحصول على مراكز قيادية عليا، أو حيازات زراعية وصناعية وحيوانية بالمخالفة للقانون، لأنهم غير مستحقين بتاتاً لها، بدليل استغلالها في غير الغرض المخصص له أو تلزيمها أو ايجارها للغير وقبض المقسوم منهم بالآلاف سنوياً، من دون أدنى مشقة أو قطرة عرق تتصبب على جبين من انتهك لأجله القانون من قبل ممثلي الشعب وبمباركة الحكومة الرشيدة، التي يخاف بعض أعضائها من ظلهم، ويتمسك آخرون منهم بكراسيهم الزائلة، حيث إنهم من جيل لم يستوعب حكمة قصر السيف الخالدة «لو دامت لغيرك ما اتصلت اليك».
* * *
سأتكلم اليوم عن مواضيع انسانية لم تهز شعرة في بدن معظم نوابنا الكرام حسب علمي، وكلها حدثت ـ وبالصدفة بالجهراء وفي مستشفاها.. لا أدري ان كان القديم او الجديد، والذي تم افتتاحه بإبهار حسب الموضة السائدة مؤخراً.. مستشفى الجهراء الجديد – مطار الكويت الجديد T4 وقريبا مستشفى جابر الجديد. ولا ندري متى ستعمل هذه المرافق فعلياً التي استعرض لنا فيها المشرفون عليها اعلامياً؟!
الموضوع الجهراوي الانساني الأول هو وفاة طبيب شاب في مقتبل عمره 27 سنة في قسم الطوارئ بالمستشفى، ورأينا صوره، وكان وسيما ومثالا جيداً بالشكل للأطباء.. تبين لنا في ما بعد أنه من فئة ما أطلقنا عليها «البدون».. وقالت احدى رسائل وسائل التواصل الاجتماعي ان أهله لن يتقاضوا لا مكافأة نهاية خدمة ولا مرتبات ولا أي مميزات كان سيتقاضاها لو حالفه الحظ وكان كويتياً أو وافداً؟!.. ونحن نقول للدكتور الشيخ وزير الصحة: هذا الشاب الذي اُزهقت روحه أثناء العمل في أحد مرافقكم، يستاهل أن تستخرج له استثناء، وهو أمر يسير على وزارتكم ومسؤوليها التي أزكمت استثناءاتها وتجاوزاتها بمئات الملايين الأنوف في السنوات الأخيرة، فرجاء تشد حيلك يا دكتور باسل وياه، وتظهر لأهله ولنا كمواطنين ومقيمين في هذا الوطن وجه وزارتك الانساني، عسى أن ينسوا الوجه الآخر الذي ارتبط بوزارتكم الموقرة مؤخراً!
* * *
القصة الانسانية الثانية موجهة لعزيزنا وزير الداخلية، وهو أن رجال شرطته الصاحيين جداً لكن على ناس وناس! ألقوا القبض بالجهراء على سيدة سورية حامل بالشهر السابع، ومقيمة هي وزوجها في الكويت منذ 16 عاماً، قصدت تلك السيدة المستشفى للمراجعة، ثم خرجت من المستشفى منتظرة زوجها لكي ينقلها في سيارته للمنزل، لكي تأتي دورية أفرادها «مفتحة باللبن» ليلقوا القبض عليها بتهمة «التسول»، لان «الصاحيين جداً» تلقوا بلاغاً بوجود متسولة أردنية بنفس المكان؟! وهذه الرواية وثقتها صحيفة الراي بتاريخ 20 سبتمبر الجاري، وعندما تدخل زوجها ونفى أنها تتسول لأنهم لا يحتاجون مالياً لذلك، فهو يعمل بعمل مجز ومقيم في الكويت منذ أكثر من عشرة أعوام.. وقدم لهم ورقة مراجعتها للمستشفى.. لم ينصتوا اليه وأصروا على احتجازها، فهل يعقل ذلك يا بو محمد؟! المتسولون يملأون البلد، وتجاوزات الشباب وسيارات الأجرة تحت الطلب والدراجات النارية لتوصيل المأكولات ينتهكون القوانين جهاراً نهاراً في كل شوارعنا وعلى عينك يا تاجر.. من دون رادع من ذوق أو أخلاق أو تواجد رجال الشرطة، لكي يأتي رجال شرطتك يفردون عضلاتهم على سيدة حامل 7 أشهر بعد مراجعتها للمستشفى ويحتجزونها بتهمة التسول؟! رجاء التكرم بالنظر بالموضوع اذا استمر ذلك الانتهاك على ما هو عليه لحين نشر هذا المقال.. فنحن نريدها دولة انسانية.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

&