طلال عبدالكريم العرب
أعلنت تركيا رسميا أن تعامل الرئيس الإيراني حسن روحاني مع الاحتجاجات في بلاده كان ملائما، وأن استقرار إيران مهم لتركيا، ويعتبر هذا التصريح تعبيراً لا لبس بأنه تأييد تركي للنظام الإيراني.
فالموقف التركي الغريب مما يحدث في إيران يدل على تقارب مع إيران، في حين عول الكثير من العرب على تصريحات مثيرة وعاطفية للسيد أردوغان قبل سنوات قليلة حول الوضع المأساوي للشعب السوري، وكان أكثر المؤيدين لتصريحات السيد اردوغان هم الإخوان المسلمون، فقد هللوا له، وبعضهم اعتبره خليفة المسلمين المنتظر.
شخصيا حذرت ونصحت بأن السيد اردوغان سياسي وطني محنك وقومي، همه الوحيد مصلحته الانتخابية ومصلحة بلده، وأنه من الخطأ القاتل أن ينجرف بعض العرب وراء تصريحاته العاطفية بشأن فلسطين وسوريا وإيران، وقد أثبتت الأيام والأحداث أن اردوغان لم يقدم لمريديه من العرب غير الوعود، أما الأفعال فهي واضحة للعيان لكل صاحب عين بصيرة.
الاحتجاجات الإيرانية كانت خير مثال على براغماتية السيد اردوغان، فقد كان من المتوقع أن يؤيدها كما أيد الخريف العربي في مصر تحديدا، فهذه حركة جماهيرية تشبه تلك، فلماذا تغيير المواقف؟ وأين المثل والقيم؟ وأين المبادئ والمواقف؟ وهل كان تصريح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بأن استقرار إيران مهم لنا يعكس قناعة سياسية أم هو خشية من أن تنتقل عدوى الاحتجاجات الى البيت التركي؟
أما الموقف الدولي فهو محير، فكم تمنينا أن يلزم السيد ترامب ونتانياهو الصمت حول ما يدور في إيران، فتحريضاتهما كانت في ظاهرها لمصلحة الشعوب الإيرانية، ولكنها في حقيقة الأمر كانت تصريحات ماكرة صبت مباشرة في مصلحة النظام الإيراني، فاتهام إسرائيل بالتحريض على التظاهرات مضحك، وتغريدات ترامب أكثر مدعاة للضحك، فمن أتى بخميني ونظامه غير الغرب؟ فهل يعقل أن تتخلى إسرائيل عن نظام شغل العرب عن قضيتهم الأولى؟
لا شك بأن الإيرانيين غير ملامين على حركتهم، فكيف لا يحتجون، وهم يسمعون حسن نصرالله، أمين عام ما يسمى بحزب الله، وهو يتبجح علانية بأن تمويله وتسليحه من إيران، فالنظام الإيراني حسب ما ينشر اعلاميا ينفق سنويا على ميليشياته في لبنان حوالي ملياري دولار، وأنفق أكثر من خمسة وعشرين ملياراً على مغامراته وتدخله في سوريا، أما في العراق واليمن والبحرين وغيرها فقد أنفق المزيد من المليارات، بينما الشعوب الإيرانية أولى بهذه الأموال.
ما زاد في حيرتنا المنحى، الذي اتخذته قناة تناغمت حملتها الاعلامية المؤيدة للجحيم العربي مع التأييد التركي والاخواني، وها هي تتناغم معهم بالتزامها الصمت تجاه الاحتجاجات الإيرانية.. فما بال الاخوان المسلمون قد بلعوا ألسنتهم؟ فيا اخوان ان أمتنا تواجه مصيرا صعبا، وأنتم تلعبون سياسة ستودي بنا وبكم الى التهلكة، فلماذا لا تتقون الله في دينكم وأمتكم؟
التعليقات