صلاح منتصر

 الرياض ـ كدنا ننسى التكليف الذى وجهه الرئيس السيسى إلى الفريق محمد فريد حجازى رئيس أركان حرب الجيش ــ باستعادة الأمن والاستقرار فى سيناء خلال ثلاثة أشهر ــ فلم يعد باقيا على انتهاء هذه المهلة سوى أيام ، وليس هناك مايشير إلى تنفيذ المهمة .

كان الرئيس يتحدث يومها فى ذكرى المولد النبوى الشريف وبعد أيام قليلة من الحادث المروع الذى جبنت أى جهة حتى اليوم إعلان مسئوليتها عنه ، وهو مباغتة المصلين فى مسجد الروضة فى بئر العبد واستشهاد 311 مصلين وإصابة 128.

لم نكن نعرف أن التكليف سيأخذ حربا شاملة داخل الوطن لم يسبق أن شهدتها مصر من قبل، وقد اشتركت فيها مختلف القوات البرية والجوية والبحرية . حرب تحتاج إلى استطلاعات واستعدادات وتوقيتات وأساليب خداع على درجة عالية تستهدف كما ذكر البيان الأول لهذه الحرب «إحكام السيطرة على منافذ الدولة الخارجية وتشمل شمال ووسط سيناء ومناطق أخرى فى الدلتا والصحراء الغربية» .

فاجأتنا هذه الحرب كما فاجأت بالتأكيد الإرهابيين فقد مضت الأسابيع الماضية ولم نعرف أنها كانت أسابيع استعدادات ضخمة ومضنية، فهذه المرة ليس العدو واضحا ومعروفا، وإنما هو يختفى بين الشرفاء ولا يظهر إلا قاتلا سفاحا ثم يعود للاختفاء.

هى الحرب إذا ودون فلسفة الذين يدعون الحكمة ويقولون إن الإرهاب فكر لايحاربه إلا الفكر لا السلاح ، وهو وإن كان قولا صحيحا إلا أن هذه الحرب موجهة إلى أصحاب الفعل .. إلى القتلة والمجرمين الذين قتلوا زهور شبابنا واستباحوا حرماتنا هى الحرب ضد الذين تلطخت أيديهم بدماء أغلى الرجال الذين قتلوهم من رجال قواتنا المسلحة والشرطة ومن المواطنين الأبرياء . وهؤلاء القتلة لا ينفع معهم فكر أو حوار، إنما الحوار والفكر يكون مع الذين يقفون على أعتاب الانحراف ويتم إنقاذهم بالفكر قبل أن يسقطوا فى كمين التطرف .

هذه الحرب أخذت اسم «سيناء 2018» مما يعنى أنها وإن كانت الأولى لكنها يمكن أن تتكرر.

تحية للرجال الأبطال الذين يخوضون هذه الحرب الشريفة من أجل استقرار الوطن، وتحيا مصر.