مأمون كيوان

قد تتعرض خريطة الوجود العسكري الأميركي في سورية للتغيير في المستقبل المنظور وفقا لتحولات موازين القوى السياسية للأطراف الدولية والإقليمية المنخرطة في الصراع

اتخذ الوجود العسكري الأجنبي في سورية أشكالا مختلفة، وحمل تسميات متعددة، ومن أبرز الدول المشاركة في الصراع في وعلى سورية عسكريا: روسيا الاتحادية، والولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وفرنسا، وتركيا، وإيران. 
ويُقدر عدد القواعد العسكرية الأجنبية في سورية بنحو 28 قاعدة عسكرية أميركية وروسية وبريطانية وتركية وإيرانية.
وتتمتع الولايات المتحدة الأميركية بوجود عسكري كبير في منطقة الشرق الأوسط، كما تحظى بوجود قواعد عسكرية في الدول المحيطة بسورية، أبرزها العراق، والأردن، وتركيا. وتنتشر القوات الأميركية في عدد من المناطق السورية، ويتركز انتشارها في جهتين: الأولى قوات سورية الديمقراطية «قسد»، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية YPG، وتضم إلى جانبها بعض المجموعات العربية الصغيرة، وتنتشر في مناطق سيطرة ما يعرف بـ«الإدارة الذاتية». 
والثانية: الفصيل الذي يحمل اسم «جيش سورية الجديد»، والذي ينشط في المنطقة المتاخمة لمثلث الحدود السورية - العراقية - الأردنية، جنوب شرق سورية، ويسيطر على معبر «التنف» الحدودي.
ولا تتوافر إحصاءات دقيقة حول عدد القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في سورية، وعن العدد الحقيقي للقوات الأميركية المتكونة من خبراء ومستشارين وقوات خاصة ومشاة البحرية «المارينز»، لكن تفيد التقديرات أن تنتشر في سورية 12 قاعدة عسكرية متوسطة يوجد فيها 5400 عسكري. 
ووفق تقرير لمركز «جسور» للدراسات، المتخصص في الشأن السوري، فقد ارتفع الوجود الأميركي من 50 جنديا، نهاية عام 2015، إلى 904 في مارس 2017، ينتشر غالبهم في المنطقة الممتدة من «المبروكة» شمال غرب الحسكة، إلى «التايهة» جنوب شرق منبج. 
ونشرت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» تقريرا فصليا كشف أنه في نهاية سبتمبر الماضي، كان 1720عسكريا منتشرين في سورية. وهو رقم مختلف عن رقم نشرته الوزارة أفاد قبلا بنشر 503 عسكريين في سورية. وبرر المتحدث باسم الوزارة روب مانينج هذا الفارق بقوله: «لسنا في نقطة تجعلنا نصدر إعلانا رسميا مختلفا عمّا ذكر سابقا. وسنلتزم أكبر قدر ممكن من الشفافية دون أن نكشف قدراتنا للعدو». 
وإجمالا، تتقاطع مختلف التقديرات المتداولة حول عدد القوات الأميركية الموجودة في سورية حول الرقم ألفي عسكري أميركي. ومن أبرز القواعد العسكرية الأميركية في سورية: 
1. قاعدة مطار «خراب عشق» جنوب شرق عين العرب، وهي أكبر القواعد العسكرية الأميركية في سورية، وفيها مهبط للحوامات، وتقدم دعما واسعا لميليشيا «قوات سورية الديمقراطية»، كما أُنزلت فيها كتيبة مدفعية «هاوترز» بعيدة المدى، ودُفع بقوى منها باتجاه منبج، كالقوات الخاصة الأميركية، فتتمثل بالقرب من معمل أسمنت «لافارج».
2. قاعدة «رميلان» تقع في مطار «رميلان» شرق مدينة القامشلي. وحوّلت مطار أبوحجر، جنوب شرق مدينة رميلان النفطية، إلى قاعدة لها، وعمل فنّيون أميركيون على توسعة المطار وتجهيزه بمدرجات مخصصة للطيران الحربي، يصل طولها إلى 2500 متر. 
3. قاعدة «المبروكة» تقع في قرية «المبروكة» غرب مدينة القامشلي، حيث انتشر في هذه القاعدة ما لا يقل عن 45 من القوات الخاصة الأميركية.
4. قاعدة «عين عيسى»: تقع في مدينة عين عيسى، وتُعدّ كبرى قواعد الجيش الأميركي، حيث انتشر في هذه القاعدة ما يزيد على 100 جندي أميركي.
5. قاعدة «عين عرب» كوباني: تقع في مدينة «عين عرب» كوباني في مطار «روياريا» ويوجد فيها أكثر من 300 جندي أميركي.
6. قاعدة «تل بيدر»: تقع في منطقة «تل بيدر» شمال محافظة الحسكة والقامشلي، ويتم تدريب القوات غير العسكرية في هذه المنطقة. 
7. قاعدة «الشدادي»: تم إنشاؤها في منطقة الشدادي جنوب الحسكة ويوجد فيها نحو 150 مقاتلا من القوات الخاصة الأميركية بهدف دعم عمليات «قوات سورية الديمقراطية»
8. قاعدة «تل تمر»: تقع في منطقة تل تمر الزراعية على الحدود السورية التركية ويعمل فيه عدد غير محدد لعسكريين من التحالف الدولي المناهض لـ«داعش»، والذي تقوده الولايات المتحدة.
9. قاعدة تل أبيض: تعد من أكبر القواعد الأميركية في الشمال السوري، إذ ينتشر في هذه القاعدة نحو 200 جندي أميركي.
10. قاعدة منبج: أقامت الولايات المتحدة مركزين لقيادة العمليات في مدينة منبج عام 2016 بعد أن انتزعت «قوات سورية الديمقراطية» السيطرة عليها من تنظيم «داعش». الموقع الأول يقع في بلدة عين «دادات» قرب المدينة، فيما يقع مركز القيادة الثاني في بلدة «أثرية»، ويستخدم من الولايات المتحدة لضمان أمن عناصر «قوات سورية الديمقراطية» أمام «الجيش السوري الحر». 
11. قاعدة التنف: تقع في منطقة الركبان ــ معبر التنف، الواقعة أقصى شمال شرق الأردن، وتضم كتائب مدفعية ثقيلة، وراجمات صواريخ أميركية الصنع من طراز HIRMAS. أبرزها كتيبة إنزال جوي، إضافة إلى سريتي هندسة تابعة للجيش الأميركي. 
وقد تتعرض خريطة الوجود العسكري الأميركي في سورية للتغيير في المستقبل المنظور وفقا لتحولات موازين القوى السياسية للأطراف الدولية والإقليمية المنخرطة في الصراع في وعلى سورية.