حامد الشناوى
لعله ممايفيد تلك العلاقات المتنامية فيما بين دول المتوسط الثلاث مصر/ اليونان / قبرص
بعض من العودة للتاريخ القريب المشترك والذى يمكن أن يفيد كثيراً تلك العلاقات من ناحية وأن يلقى الكثير من الضوء على مايمكن أن ينعكس على هذه العلاقات فى المستقبل، ذلك أن نظرة على الجوانب الإنسانية والجيوإنسانية فيما بين الجانبين فى ضوء الرابطة الخاصة مابين اليونان / قبرص مما يجعل منها جانبا واحدا فى التعامل مع الجانب المصرى . ولعل مافى هذه العلاقة من خصوصية تعلو بها عن بقية العلاقات مع دول المتوسط وتتجاوزها الى حد بعيد ذلك أن البحر متوسطية لدى اليونان وقبرص تتجاوز بكثير تلك الخاصة بإيطاليا وفرنسا وغيرهما من الدول المشاطئة للمتوسط كدول يطغى الانتماء الأوروبى فيها على المتوسطية وحيث تبرز الدعوة للمتوسطية لدى اليونان/ قبرص بكثير عنها فى بقية الدول المتشاطئة الأخرى للمتوسط وحيث تبرز تلك الصفة بشكل واضح لدى حديث اليونانيين والقبارصة عن أنفسهم وحيث يمثل أحد التنظيمات اليونانية القوية تنظيم اليونانيين المصريين أولئك الذين يمثل لهم العمق المصرى فى تاريخهم الكثير. ذلك ان رابطة اليونانيين المصريين واحدة من أكبر المؤثرات فى العلاقة الخاصة فيما بين الجانبين وحيث إبان وجودهم فى مصر تأثر المصريون كثيراً بسلوك وحضارة وأداء ومعايشة اليونانيين كما تأثر اليونانيون بالمثل بمصر والمصريين ذلك فى القرن التاسع عشر والعشرين حيث العيش المشترك وحيث امتزجت الحضارة المصرية بتلك اليونانية واكتسب المصريون مهارات العديد من المهن المعاصرة وبخاصة فى مجال خدمات النقل البحرى وارتياد السفن والمراكب والصيد البحرى وفى صناعة المقاهى والمطاعم والفندقة فى بداياتها الأولى وبالمناسبة وبالرغم من البدايات الواحدة فى مجال السياحة والضيافة تصور ان النسبة الحالية تعكس قعود المصريين عن تحقيق نسبة مقبولة من السياحة الوافدة رغم كل الامكانات المتوافرة فى هذا الشأن وحيث يقابل كل واحد قبرصى 3.5 سائح بما مجموعه 3.5 مليون سائح سنوى لقبرص ولعل مقترحى فى البرامج السياحية المشتركة فيما بين اليونان / قبرص ومصر فى رحلة واحدة وبرنامج زيارة واحد ما يمكن ان يدفع بالسياحة المصرية دفعات كبيرة وحيث المسافة فيما بين هذه المقاصد السياحية المشتركة وبعضها لا تتجاوز الساعة الواحدة أو أقل من المسافة فيما بين القاهرة وأسوان.
هذا ويمثل النقل البحرى مساحة واسعة وكبيرة للتعاون المثمر فيما بين اليونان/ قبرص / مصر وحيث تتوافر العمالة البحرية فى مصر وتزخر اليونان بالسفن الباحثة عن العمالة اللازمة لتسييرها . هذا بخلاف أكشاك الصحف فى شوارع أثينا وفى ميدانها الشهير «آمونيا» وصخب الشوارع الموصلة له تماثل ما هو فى القاهرة.
ثم هل نسينا تلك البدايات فى مجال الرياضة وحيث نشأ بالقاهرة والإسكندرية وبورسعيد العديد من الأندية : النادى اليونانى ونادى كافورس ونادى استابلدون وغيرها والأندية البحرية النيوتك والووننج، حيث الصحبة المصرية اليونانية المشتركة والأندية الاجتماعية كالنادى المالطى والنادى البحرى اليونانى ثم هذه الإدارة اليونانية القائمة حتى الآن فى دير سانت كاترين بجنوب سيناء .ثم وهل بعد وقفتهم كمرشدين بحريين فى تسيير قناة السويس إبان تأميمها فى العام 1956 والتصدى المشترك لمؤامرة فرنسا ودول الغرب المكاتفة لها وتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخنا ثم هذا البعد الدينى والمذهبى المشترك حيث الارثوذكية مشتركا أكبر فيما بين البلدين وحيث يزخر الشارع بذوى الأردية السوداء المميزة كرجال الدين المسيحى لدينا.
أن يكون ذلك مع العديد من المواقف السياسية المتطابقة والمتماثلة بما نستطيع مع ان نقول وبكل الاطمئنان إننا بصدد علاقة خاصة وخاصة جداً لا تغفلها عين بكل امتداداتها التاريخية ورصيد الود والعلاقات الطيبة والتى لا تشوبها شائبة عبر سنواتها الطوال بما تمثله من استثمار وفوائد غير محدودة. ولماذا ننسى موضوع تسوية الحدود البحرية وقضية الغاز المشترك والحلول بغير أى خلاف وبالكثير من الود والثقة والصداقة المتبادلة أو ماهو منتظر فيما بين الأصدقاء. وهكذا ولأول مرة يسبق الشعب حكومته فى إحداث التقارب المنشود والمطلوب بين الدول.
> أمين عام حزب المؤتمر










التعليقات