ميكيلي شيرفوني 

اليوم، 9 مايو، يحتفل الاتحاد الأوروبي بيوم أوروبا، بمناسبة ذكرى إعلان شومان لعام 1950، الذي أنشأ سلطة أوروبية مشتركة للإشراف على إنتاج الفحم والفولاذ. منذ ولادة الجماعات الأوروبية في العام 1957، تمتع مواطنو دولنا الأعضاء بأكثر من ستة عقود من السلام والازدهار والأمن غير المسبوقين، بعد حربين كارثيتين في أوروبا بين العامين 1914 و 1945 أسفرت عن مقتل الملايين، والقارة مدمرة، مقسمة وواهنة القوى. بالنسبة للبلدان التي كانت في حالة حرب طويلة، كان التكامل الأوروبي هو أنجح مشروع سلام في تاريخنا، كما أنه قصة مشتركة للازدهار والمساواة والرفاهية والاستدامة، وهي قصة نجاح مشتركة.

في الخليج، تعد المملكة العربية السعودية الشريك الاستراتيجي الرئيس للاستقرار السياسي والأمني في المنطقة وخارجها، وفي حين يعمل الاتحاد الأوروبي بشكل ثنائي مع كل دولة ولكنه أيضا يعمل مع مجلس التعاون الخليجي، ويريد الاتحاد الأوروبي بناء شراكة استراتيجية حقيقية مع المملكة العربية السعودية، التي لديها بالفعل روابط تاريخية مع العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، كما نود تعزيز فهم الاتحاد الأوروبي لشعب وسلطات المملكة العربية السعودية.

علاوة على ذلك، نريد أن نتشارك في جوارنا المشترك وأن نجد حلولاً شاملة ومستدامة للأزمات الإقليمية، يجب أن يكون الأمن ومكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف العنيف أيضًا محور تركيز تعاوننا.

نحن بحاجة إلى الاجتماع معاً ليس فقط لمواجهة التحديات الإقليمية بل العالمية، وأخيراً، فإن تعزيز الحوار بين الشعوب وتعميق التبادل يمكن أن يعزز التفاهم ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون. وهذا يعني أنه علينا أيضًا أن نكون قادرين على التعبير عن مخاوفنا المتبادلة بطريقة متوازنة ومحترمة بشأن قضايا مثل حقوق الإنسان.

نحن نريد بشكل متبادل تعزيز وتوسيع تعاوننا الثنائي. وفي علامة على التزام المملكة العربية السعودية المتزايد بشراكتنا الثنائية، أنشأت المملكة بعثة جديدة في بروكسل مكرسة للاتحاد الأوروبي وأنشأت مديرية أوروبية جديدة في وزارة الخارجية في الرياض. وهنا في المملكة العربية السعودية، يركز وفد الاتحاد الأوروبي في الرياض على توسيع تعاونه ليس فقط مع السلطات ومجلس الشورى والوكالات الحكومية والهيئات الاستشارية، ولكن أيضاً مع أصحاب المصلحة الآخرين والمجتمع المدني بشكل عام.

وبالتعاون مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، نحن نتابع عن كثب كل التطورات المهمة الجارية في هذا البلد ونبحث عن طرق متنامية لمرافقتهم، وتقديم خبراتنا وشراكاتنا الجماعية حيثما نؤمن قيمة مضافة.

وتمثل أجندة رؤية 2030 برنامج إصلاح رائع بحق يقوده ولي العهد محمد بن سلمان وحتى لو تم تحقيق عدد محدود فقط من أهدافه، فإنه من شأنه أن يحول المملكة. من المهم للاتحاد الأوروبي أن تنجح المملكة العربية السعودية في أجندة الإصلاح حيث إنها ستؤدي إلى اقتصاد أكثر تنوعًا ومجتمع مرن. ومن مصلحتنا الحاسمة دعم الرؤية 2030 والعديد من دول الاتحاد الأوروبي والشركاء الدوليين قد أعربوا علنا عن دعمهم لهذا التحول التاريخي للمملكة -الطاقة والتنويع الاقتصادي والنقل وغيرها من المجالات الرئيسة-، التي يمكننا أن نقدم فيها، الأصول الفريدة وحجم السوق الأوروبية الموحدة. قد تكون خبرتنا ومعرفتنا أداة مفيدة في هذه المرحلة المهمة من التحول في البلاد.

*سفير الاتحاد الأوروبي في المملكة العربية السعودية