&عبدالرحيم الزرعوني&&

انفض العرس الانتخابي لعضوية المجلس الوطني الاتحادي، احتفل الفائزون واعتبر سواهم بالنتائج، وراجع أغلبهم حساباته للدورة المقبلة بعد أربعة أعوام.

في السابق، كنا نظن أن الانتخابات هي المشاركة السياسية المتاحة للتعبير عن آرائنا ورفع أصواتنا بمطالبنا المشروعة، وإيصالها للمسؤولين وأصحاب القرار، لكن الممارسة في دورتها الرابعة أضافت أبعاداً – في اعتقادي - أكثر أهمية بل وأكثر روعة من مجرد المشاركة السياسية، والمطالب التي أعتقد جازماً أن أغلبها محققة بالفعل دون تدخل من المجلس وفق صلاحياته الحالية.

لقد أحدث السباق الانتخابي حالة من النشاط المجتمعي، والتفاعل الشعبي غير المسبوق، شهدنا فعاليات مجتمعية ولقاءات، ومجالس تناقش الشأن العام وتلامس مجالات التحسين وتحلم بغد أفضل للدولة.

بل أعتقد أننا شهدنا عصفاً ذهنياً في طول البلاد وعرضها من خلال البرامج الانتخابية التي تفتقت بالكثير من الأفكار القيمة، التي أرجو أن يقوم أحد الكتاب أو المعنيون بالشأن العام بجمعها في كتاب توثيقاً لها، ولجعلها رافداً للمشاريع التي يمكن أن يتبنهاها أعضاء المجلس في هذه الدورة.

ومن زاوية أخرى؛ واستناداً إلى نظرية (تأثير الفراشة The Butterfly Effects) أعتقد أن للحراك الانتخابي فوائد، وتأثيرات إيجابية، سنشهدها مستقبلاً على جودة الحياة في الدولة!، كيف؟.

لقد أثار الفوز الملفت لبعض المرشحين من أصحاب الحضور المتواصل في الخدمات المجتمعية سواءً في الدوائر التي تقدم خدمات مباشرة للجمهور، أو المشاركين في أنشطة الجمعيات الأهلية كالصيادين أو أصحاب الهمم وغيرها، أثار أهمية تقديم مثل تلك الخدمات بإخلاص ومثابرة لمن يفكر في يوم ما أن يحظى بحب الناخب قبل صوته.