&فاتح عبدالسلام

&

قتل‭ ‬المتظاهرين‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬الخلاني‭ ‬ببغداد‭ ‬لن‭ ‬يعجل‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬انّ‭ ‬الرصاص‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬الصدور‭ ‬العارية‭ ‬أحياناً‭ .‬

‭ ‬نجد‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭ ‬،‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتوهمين‭ ‬الذين‭ ‬يطلقون‭ ‬الرصاص‭ ‬متخفين‭ ‬وراء‭ ‬الاقتعة‭ ‬أو‭ ‬وجوههم‭ ‬مكشوفة‭ . ‬قد‭ ‬يتم‭ ‬سد‭ ‬ثغرة‭ ‬الخلاني‭ ‬لتنفتح‭ ‬ثغرة‭ ‬اخرى‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭. ‬

المسألة‭ ‬التي‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬علاجها‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬أرى‭ ‬لها‭ ‬علاجاً‭&&‬في‭ ‬الواجهات‭ ‬الرسمية،‭ ‬هي‭ ‬تجسير‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬والسلطة‭. ‬العملية‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الصعوبة‭ ‬،‭ ‬وربما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الاحيان‭ ‬مستحيلة‭ ‬التحقيق‭ .‬

‭ ‬والازمة‭ ‬برمتها‭ ‬لا‭ ‬حل‭ ‬نهائياً‭ ‬لها،‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬أي‭ ‬برنامج‭ ‬سياسي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬منذ‭ ‬ستة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬المستغرب‭ ‬والمستحيل‭ ‬أيضاً‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬أنّه‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬ذلك‭ ‬عبر‭ ‬حزمة‭ ‬انجازات‭ ‬أو‭ ‬مبادرة‭ ‬جمع‭ ‬الكفاءات‭ ‬أو‭ ‬سوى‭ ‬ذلك‭ . ‬

لقد‭ ‬قامت‭ ‬بنية‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬على‭ ‬وفق‭ ‬آلية‭ ‬عمل‭ ‬البقالين‭ ‬الصغار‭ ‬الذين‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬رؤية‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬الدخل‭ ‬اليومي‭ ‬الذي‭ ‬يجمعونه‭ ‬بصندوق‭ ‬صغير‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ينفقونه‭ ‬لينتظروا‭ ‬دخلاً‭ ‬جديداً‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬بين‭ ‬ايديهم‭ ‬عمل‭ .‬

بلد‭ ‬لا‭ ‬تحكمه‭ ‬رؤية‭ ‬للمستقبل‭ ‬،‭ ‬لايزال‭ ‬يعيش‭ ‬عهوداً‭ ‬لما‭ ‬قبل‭ ‬تكوين‭ ‬السلطات‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الحديثة‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يستحي‭ ‬أكبر‭ ‬أو‭ ‬أصغر‭ ‬مسؤول‭ ‬من‭ ‬الكلام‭&&‬الصريح‭ ‬أو‭ ‬المبطن‭ ‬عن‭ ‬مليشيات‭ ‬تقتل‭ ‬المتظاهرين‭ ‬وتعتقلهم‭ ‬وتعذبهم‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتبرئة‭ ‬نفسه‭ ‬،‭ ‬وكأن‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حكومة‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬اثنين‭ ‬،‭ ‬المليشيات‭ ‬والمتظاهرين‭ ‬معاً‭ .‬

الوضع‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬مضطرب‭ ‬وشاذ‭ ‬،‭ ‬ليس‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬تظاهرات‭ ‬تشعل‭ ‬بغداد‭ ‬والجنوب‭ ‬،‭ ‬وإنما‭ ‬لأن‭ ‬الواجهات‭ ‬السياسية‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بالعودة‭ ‬خطوة‭ ‬واجدة‭ ‬للوراء‭ ‬،‭ ‬وترى‭ ‬ان‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬القذرة‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تسفك‭ ‬الدماء‭ ‬في‭ ‬سبيلها‭ . ‬

كل‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬عن‭ ‬حزم‭ ‬اصلاحات‭ ‬هو‭ ‬اجراءات‭ ‬ترقيعية‭ ‬لا‭ ‬تدوم‭ ‬ابداً‭ ‬،‭ ‬ومحاولة‭ ‬عاجلة‭ ‬ومرتجفة‭ ‬لعبور‭ ‬هذا‭ ‬المضيق‭&&‬المفاجئ،‭ ‬غير‭ ‬انّ‭ ‬المضائق‭ ‬المقبلة‭ ‬،‭ ‬بعد‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاختبار‭ ‬المهم‭ ‬،‭ ‬ستكون‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭ ‬،‭ ‬لو‭ ‬يعقلون‭.‬

&&