عبد المحسن يوسف جمال

منذ زمن طويل في بداية الثمانينات حين كانت الصين تخطو خطواتها الاولى نحو النمو الاقتصادي والسياسي السريع، لم يكن الكثيرون يتصورون ان الصين ستنجح في ذلك وستتفوق على كل دول العالم..

بل كان البعض يستهزئ بنشاطها ويرى ان جهودها ستبوء بالفشل. الا ان استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الاستاذ الدكتور هاشم سيد حميد بهبهاني كان له رأيه الاستشرافي والمنطلق من عين استاذ أكاديمي، حيث رأى ان خطوات الصين مبنية على دراسات وفكر ناجح، وانها ستتبوأ مكانة متقدمة امام الدول. فما كان منه الا ان عزم على دراسة اللغة الصينية والسفر الى الصين لمدة سنتين، ألّف خلالهما دراسات وكتبا وبحوثا حول الصين سبق بها كل زملائه الكويتيين، وتنبأ بالمستقبل الزاهر الذي ينتظرها، وتمنى ان تتوطد علاقة بلاده بالصين..

وكتب خلال هذه الفترة كتابه المعروف «سياسة الصين الخارجية في العالم العربي»، ثم كتابه «الصين والديموقراطية الشعبية». لم يكن زملاؤه يرون ان رهانه سينجح، لان الكثير من العرب كانوا يراهنون على الغرب اكثر من رهانهم على الشرق، ولم يكونوا يرون القوة الخفية للصين كما كان يراها د. هاشم. وحين اصبحت القوة الصينية اليوم في اوجها، واصبحت الصين القوة الاقتصادية الثانية في العالم بعد ان تفوقت على الآخرين، وقد تتفوق قريبا على الولايات المتحدة، فان الموت لم يمهل الدكتور هاشم بهبهاني ليرى تحقق رؤيته السياسية الثاقبة في كل ذلك، وما كان يقوله في بحوثه العلمية رحمه الله. Volume 0% & اليوم، وبنفس هذا السياق، فقد نشرت «مجلة العلوم الاجتماعية» المحكّمة الصادرة من جامعة الكويت، بحثا جديدا عن «تأثير الدبلوماسية الناعمة في تعزيز العلاقات الكويتية - الصينية» للاساتذة:

د. حامد العبد الله ود. حسن جوهر ود. علي دشتي، الاولان من جامعة الكويت والثالث من جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا. وهذا يعني ان الجهود الشعبية بين البلدين في نمو. وان تغلب البلدان على الصعوبات ونجحا في استثمار العمل المشترك في مشروع طريق الحرير، فان ذلك يعني نجاحا وربحا وازدهارا للبلدين، وبالاخص ان التسهيلات الصينية قد تذهب الى دول اخرى، ان لم نبادر بازالة العقبات مع الدولة الاولى اقتصاديا في العالم عن قريب.

&