فاتح عبدالسلام
جاء في بعض التقارير من اليمن أنّ إيران كادت تفقد جنرالاً يأتي بمستوى متقارب من قائد فيلق القدس للحرس الثّوري في الأهمية، ولكن في الساحة اليمنية ، حيث تلقى ضربة هناك ولم يقتل فيها في نفس توقيت عملية طريق مطار بغداد .
هذا ليس بحد ذاته أمراً مهمّاً ، بقدر المسألة الملفتة في ان الولايات المتحدة صاحبة التاريخ الطويل في اصطياد الأهداف بالطائرات المسيّرة ، لم تعط لأية جهة ضمانات بعدم تكرار الضربات في العراق ، حيث تفجرت الأزمة العظيمة أو في سواه من البلدان .
العراق ، كما هو حاله غير قادر على الخلاص من العلاقة الملتبسة مع إيران الجار واسع الحدود والنفوذ ، فإنه لن يستطيع الفكاك من العلاقة مع الولايات المتحدة التي ترى نفسها صاحبة الفضل الأول والتضحيات الأكبر من اجل تغيير النظام السياسي السابق وصناعة نظام جديد كانت تأمل نه بداية علاقات استراتيجية للدولة الأعظم يكون مركزها العراق ، تلك الدولة التي غابت لمدة طويلة عن لعب دور دولي غارقة في حروبها المنكفئة المدمرة اكثر من عقدين من الزمان .
يكون واهماً مَن يظن انّ بإمكانه الدخول في علاقات مخادعة مع الامريكان وسيحصل على نتائج مجدية ، وذلك عبر مانراه منذ سنوات من تفاهمات علنية على الشاشات وسرية في غرف المنطقة الخضراء ، ثمّ رفع شعار الموت لأمريكا وكلا كلا أمريكا في الشارع . ماذا يريد العراق البلد الضعيف المستنزف بالفساد والحروب والتشرذم صاحب الاقتصاد الاحادي المتعثر والقوات ناقصة الأهلية والتجهيز والسلاح بسبب سياسات انقسامية شقت بنية الدولة عميقاً .
العراق ، عليه ان يمتلك حكومة وطنية بمعنى الكلمة لا إزدواجية لها في المواقف ، وليست بالجنسية فقط كما يتوهّم بعضهم ، ومن ثم ّيدخل في مفاوضات استراتيجية جديدة تتناسب مع تاريخه العميق الذي لا يعرفه الا ابناؤه الاصيلون من أجل البناء والسيادة . وليس أولئك الذين وقعوا اتفاقية مع واشنطن من اجل تثبيتهم على الكرسي ليس أكثر .
التعليقات