عبدالرحيم الزرعوني

استشراف المستقبل نهج قيادي قديم، يهدف إلى توقع ما سيكون بناء على المعطيات، لمعرفة ما هو قادم أو اقتناص الفرص قبل الآخرين، فالمستقبل لمن يستشرفه.

ويبدو جلياً اهتمام قياداتنا في دولة الإمارات بهذا النهج، فقبل أعوام أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن ضرورة التخطيط من الآن ليوم تصدير آخر برميل نفط.

كما اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في العام الماضي «استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل» للتحضير المبكر للفرص والتحديات في القطاعات الحيوية في الدولة وتحليلها، ووضع خطط استباقية بعيدة المدى لها، لتحقيق إنجازات نوعية لخدمة مصالح الدولة.

وتشمل تلك الاستراتيجية بناء نماذج مستقبلية للقطاعات الصحية والتعليمية والاجتماعية والتنموية والبيئية عن طريق 3 محاور رئيسة، أولها: مواءمة السياسات الحكومية الحالية، بالإضافة لبناء قدرات وطنية في مجال استشراف المستقبل، وثانيها: عقد شراكات دولية وتطوير مختبرات تخصصية، وثالثها: إطلاق تقارير بحثية حول مستقبل مختلف القطاعات.

لكن نهج استشراف المستقبل لم يقف عند هذا الحد، ففي ديسمبر 2019 أعلن سمو رئيس مجلس الوزراء أن عام 2020 سيكون عام التخطيط والاستعداد لإحداث نقلة نوعية كبيرة في مسيرة الدولة ابتداء من 2021، وهو عام منتصف مسيرة الإمارات لمئويتها في 2071، وقال سموه: «.. نريده أن يكون عام الانطلاقة الكبرى.. نحتفي بخمسين عاماً ونطلق مسيرة الخمسين القادمة»..

هذا الإصرار من القيادة على البقاء في مقدمة صفوف الأمم، يجعلنا كشعب أمام مسؤولية المشاركة بفعالية وإخلاص لمستقبل أكثر إشراقاً.