سارة مطر

كانت صديقتي في ذلك الزمن البعيد، كلما غضبت من أسرتها، تصرخ بأعلى صوتها مكررة تلك الأسطوانة المشروخة، قائلة: «أنا أشك بأنني لست ابنتكم، بالتأكيد لقد اختطفتموني من أسرتي الحقيقية».. كانت تكرر هذه العبارة دائماً حتى كبرت ونسيت.


تذكرت عبارة صديقتي حين ظهرت حكاية هزت المجتمع السعودي، حيث تم اكتشاف سيدة في العقد الخامس من عمرها، قامت قبل أكثر من 27 عاماً بخطف 3 أطفال رضع، وقد انكشف أمر الخاطفة حينما ذهبت ساعية لاستخراج هويات وطنية لصالح اثنين من المُختطَفين، وقد اشتبه الموظف بالمعلومات التي تقدمت بها المختطفة، حيث ادعت أنهما لقيطان عثرت عليهما وتولت تربيتهما والاعتناء بهما دون الإبلاغ عنهما.

وتم القبض على المرأة وإجراء فحص الحمض النووي الذي كشف عن نسب الثلاثة المختطفين.

المختطفون باتوا اليوم شباباً، ولكن للأسف لم يدخلوا المدارس ليتعلموا كبقية أقرانهم، بسبب عدم وجود أي إثباتات لهم، لقد عاشوا داخل العتمة، ولكن ربما تغذوا جيداً من محبتهم لأمهم المختطفة، ويتضح ذلك حينما طلبوا من أسرهم الحقيقية العفو عن الحق الخاص تجاه المختطفة.

إن ما يعانيه المختطفون في الوقت الحالي، هو متلازمة ستوكهولم وهي حالة نفسية تدفع المصاب بها إلى التعاطف أو التعاون مع الجلاد، أو المختطف، أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، وتظهر عليه بعض الأعراض وهي الولاء له، كأن يتعاطف المختطف مع الخاطف، وهو ما حدث مع المختطفين الذين طالبوا بعدم الإساءة للأم التي حرمتهم من أسرهم الحقيقية، وحرمت أمهاتهم من أن يكونوا في أحضانهن.

لذا، لا بد من علاج المختطَفين عبر جلسات المعالجة السلوكية، والجلسات المستمرة التي تهدف لتعديل الفكرة عند الضحية.