فاتح عبدالسلام

سباق‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬بالساعات‭ ‬وليس‭ ‬الأيام‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬اكتشاف‭ ‬لقاح‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭.‬

في‭ ‬شرق‭ ‬لندن‭ ‬مثلاً‭ ‬،‭ ‬تستقبل‭ ‬مشفى‭ ‬خاص‭ ‬أربعاً‭ ‬وعشرين‭ ‬حالة‭ ‬لمتطوعين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬الإصابة‭ ‬بدرجتين‭ ‬مختلفتين‭ ‬خفيفة‭ ‬وعادية‭ ‬،‭ ‬ويجري‭ ‬حجزهم‭ ‬بغية‭ ‬الاختبارات‭ ‬السريرية‭ ‬لاستنباط‭ ‬أسس‭ ‬اللقاح‭ ‬المتوقّع‭ ‬إنتاجه‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬مطلع‭ ‬الشتاء‭ ‬المقبل‭ ‬لمواجهة‭ ‬الإصابات‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬المسنين‭ ‬خاصة‭. ‬ويمنح‭ ‬المشفى‭ ‬المتطوعين‭ ‬الخاضعين‭ ‬للاختبارات‭ ‬مبلغ‭ ‬ثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬وخمسمائة‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ .‬

العالم‭ ‬المتقدم‭ ‬يوظف‭ ‬ثرواته‭ ‬وانجازاته‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الطارئ‭ ‬الصحي‭ ‬الكارثي‭ . ‬وفي‭ ‬استقراء‭ ‬بسيط‭ ‬نجد‭ ‬ان‭ ‬الموازنات‭ ‬المليارية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الغنية‭ ‬لم‭ ‬تخصص‭ ‬شيئاً‭ ‬لخدمة‭ ‬الأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬ومستلزماتها‭ ‬العاجلة‭ ‬بحسب‭ ‬مؤسسات‭ ‬راسخة‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وزارات‭ ‬الصحة‭ ‬التي‭ ‬ابتلعتها‭ ‬مصالح‭ ‬القطاع‭ ‬الطبي‭ ‬الخاص‭ ‬الجشع‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ . ‬بل‭ ‬ان‭ ‬الإرساليات‭ ‬العلمية‭ ‬من‭ ‬طلبة‭ ‬لتحصيل‭ ‬درجات‭ ‬التخصص‭ ‬والدكتوراه‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬واروبا‭ ‬،‭ ‬بقيت‭ ‬تسير‭ ‬وفق‭ ‬الأمزجة‭ ‬وبعشوائية‭ ‬لا‭ ‬تمت‭ ‬للحاجات‭ ‬العلمية‭ ‬الحقيقية‭ ‬لتطوير‭ ‬المجتمع‭ ‬،‭ ‬ونرى‭ ‬أحياناً‭ ‬انّ‭ ‬توجه‭ ‬المبعتثين‭ ‬لدراسة‭ ‬ناحية‭ ‬تخصصية‭ ‬علمية‭ ‬كان‭ ‬بسبب‭ ‬رأي‭ ‬الجامعة‭ ‬الأجنبية‭ ‬أو‭ ‬الجامعة‭ ‬المحلية‭ ‬أو‭ ‬رغبة‭ ‬الطالب‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ارتباط‭ ‬ذلك‭ ‬بخطط‭ ‬مسبقة‭ ‬لمؤسسات‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬العالي‭ ‬والابتكاري‭ ‬التي‭ ‬نفتقدها‭ ‬في‭ ‬بلداننا‭ ‬العربية‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬الأنكى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬بعض‭ ‬مشاريع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الوليدة‭ ‬جرى‭ ‬تحويلها‭ ‬للجهد‭ ‬العسكري‭ ‬الكيمياوي‭ ‬والبيولوجي،‭ ‬من‭ ‬خلف‭ ‬ظهر‭ ‬الشعوب‭ ‬المسحوقة‭.‬

هذه‭ ‬معركة‭ ‬الحضارة‭ ‬وتطوراتها‭ ‬،‭ ‬أين‭ ‬نحن‭ ‬منها؟‭ ‬واين‭ ‬ذهبت‭ ‬ثرواتنا؟‭ ‬تلك‭ ‬الثروات‭ ‬التي‭ ‬وجدنا‭ ‬مئات‭ ‬الاسباب‭ ‬لوضعها‭ ‬في‭ ‬أطر‭ ‬فساد‭ ‬محصنة‭ ‬بقوانين‭ .