قبل أسبوع، هاجم المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية «جو بايدن» ونائبته «كامالا هاريس»، الرئيس دونالد ترامب كـ«زعيم غير مؤهل» ترك الولايات المتحدة «في حالة يُرثى لها».

بايدن الذي يراهن على الفوز بالانتخابات يعتمد في ذلك على تطوير استراتيجيته الانتخابية مقابل استغلال سوء إدارة ترامب لمجموعة من الأزمات، على رأسها كوفيد-19، ويبدو، بحسب الاستطلاعات، أوفر حظاً من ترامب، حتى في المناطق التي تعدّ مؤيدة للجمهوريين.

وكما هو متعارف عليه في السياسة الأمريكية، شغل المنصب مصحوباً بالاقتصاد القوي، غالباً، ما يضمنان إعادة انتخاب الرئيس، أما وقد أنهك كوفيد-19 الاقتصاد الأمريكي، وتسبَّب في أكبر صدمة من نوعها منذ الكساد العظيم، فتبدو حظوظ ترامب ضئيلة، وإن كان، ما يزال، يحتفظ بورقة تطوير لقاح وعلاج ضد كوفيد-19، وهو أمر قد يُغيِّر كثيراً من النتائج إذا أعلن عنه ترامب قبل الانتخابات، وربما سيكون أحد أهم المفاجآت في السباق الرئاسي.

أما بخصوص بايدن، بعد البداية المضطربة لحملة ترشُّحه، يبدو وكأن فيروس كورونا منحه مناعة سياسية وفرصة ذهبية للاختفاء عن الأنظار، وتخفيف حدة قضيَّة سلوكه مع النساء، والتي كانت لتقضي على طموحه في الوصول إلى البيت الأبيض.

خفَّف كوفيد-19 أيضاً من حدَّة المعركة الأيديولوجية داخل الحزب الديمقراطي، واستطاع بايدن الوصول إلى اتفاق مع السيناتور بيرني ساندرز، المنسحب من الانتخابات الرئاسية، دون تقديم كثير من التنازلات باتجاه اليسار، فلم يصل إلى حد تقديم وعود بنظام رعاية صحية شامل أو صفقة جديدة بخصوص التغير المناخي، وتفادى قضايا تثير الاستقطاب، كإلغاء وكالة إنفاذ قانون الهجرة والجمارك أو وقف تجريم عبور الحدود دون تصريح.

لكن، على الرغم من ترجيح الوباء لكفة بايدن على حساب ترامب الذي تراجع بعشر نقاط وسط قاعدته، إلا أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية لم تُحسم بعد، ‏والأرجح أنها لن تُحسم إلا مع اقتراب موعد الانتخابات.

وبالإضافة إلى مزاج المواطن الأمريكي الذي يميل إلى التغيير، فإن الرئاسيات الأمريكية تتأثر بأحداث الأسابيع الأخيرة، خصوصاً إذا تعلَّق الأمر بمرشح ‏غير تقليدي بردود فعل حادة وصادمة وصدامية، مثل ترامب، ومناخ عام استثنائي، وظروف اقتصادية أدَّت إلى بطالة ما يزيد على 30 مليون أمريكي.. ‬ الانتخابات المزمع إجراؤها في 3 نوفمبر المقبل ستكون استثنائية، وربما ستكون انتخابات كورونا، بغض النظر عن البرنامج الانتخابي لبايدن وسياساته وقدرته على صناعة التغيير.