رغم أنني لا أحب لغة الأرقام إلا أنني مضطر اليوم، أن تكون هي اللغة الرئيسة لمقال اليوم، وهي ليست مجرد أرقام أتحدث عنها، ولكنها مليارات من الدولارات سنذكرها مثلنا مثل موظفي البنوك، الذين يرونها ويمرون بها مرور الكرام، حيث سبق وأن مررت بهذه التجربة المثيرة عندما كنت موظف بنك سابق، مليارات من الدولارات أفرزتها أزمة كورونا المستجد لعدد كبير من العاملين بالإعلام والترفيه، عكس الأغلبية في العالم الذين خسروا من هذه الجائحة التي نتمنى زوالها مع إطلالة «2021» وبداية التلقيح سواء فايزر أو موديرنا!

لا يمكننا الحديث عن أبرز رابحي عام الجائحة «2020» في مجال الإعلام أو الترفيه من دون أن نذكر شبكة نتفليكس، كنا نقضي الساعات نتابع أفلامها ومسلسلاتها أيام الحجر، مثلنا مثل الكثيرين حول العالم، أكثر من «16» مليون حساب جديد في الربع الأول من العام مع بداية الجائحة، ووصل بها الأمر حسب موقع فوربس أن تكون في سبتمبر ثاني أكبر تطبيقات الترفيه شعبية، وحظينا كعرب بإضافة الشبكة «44» فيلماً عربياً لمكتبتها لجذب المشاهدين العرب.

تطبيق المقاطع الصيني الترفيهي «تيك توك» حقق أرقاماً قياسية حيث يتعامل معه «40» مليون مستخدم نشط يومياً فقط في أميركا، ومتوقع إيرادات يصل مقدارها إلى «100» مليار ريال (مستوعبين الرقم)!بطبيعة الحال كان من أكثر التطبيقات التي تم تنزيلها عالمياً وخصوصاً في السعودية، ولا نستغرب في ظل هذا النجاح أن يحاول تطبيق «سناب شات» منافسته وجذب الجمهور بجوائز يومية مقدارها مليون دولار يومياً لنعرف مدى أهمية الترفيه والمحتوى الذي يتم تقديمه!

هنا على مستوى الإعلام وخصوصاً التطبيقات وليس القنوات الفضائية التقليدية، ولكن على مستوى الأفراد على يوتيوب «You Tube» سنجد أنفسنا أمام ملايين الدولارات، ولكن ليست هذه الملايين لمؤسسات إعلامية ولكنها لأفراد، ولا نندهش عندما تحتل المرتبة السابعة عالمياً في أعلى دخل طفلة لا تتجاوز 6 أعوام هي الروسية ناستي، حيث بلغت أرباحها حتى الآن أكثر من «70» مليون ريال، وإجمالي عدد مشاهدات «39» مليار مشاهدة، و»190» مليون مشترك على قناتها، وبطبيعة الحال أشهر القنوات العربية وحتى بعض العالمية لا تصل أعداد المشتركين فيها ولو إلى جزء بسيط من هذه الأرقام المذهلة والفلكية، والحال كذلك مع متصدر قائمة الأعلى دخلاً وهو طفل أيضاً يبلغ من العمر «9» أعوام، وتبلغ أرباح ريان كاجي أكثر من «100» مليون ريال!

وبعيداً عن لغة الأرقام المتعبة بالفعل التي تجيدها تقارير فوربس، نجد أننا على المستوى المحلي إعلامياً، تابعنا أكثر قناة تلفزيونية حققت نجاحاً غير متوقع على مستوى القنوات في المنطقة، قناة «ذكريات»، التي كانت أثناء الجائحة الأكثر مشاهدة وجاذبية، وتداول اسمها على مستوى الإعلام الرسمي وشبكات التواصل الاجتماعي، فكان توقيت إطلاقها والجميع في بيوتهم ذكياً بكل ما تعنيه الكلمة، فكانت من الرابحين خلال العام الذي ننتظر بفارغ الصبر توديعه.