في 25 مارس 1956 توفيت مخلفة وراءها 30 فيلمًا من كلاسيكيات السينما المصرية لعبت في جلها الأعظم أدوارًا مساعدة. فمثلاً هي «سناء» صديقة البطلة جواهر (هاجر حمدي) في فيلم جواهر/ 1949 للمخرج محمد عبدالجواد، وهي الممرضة «سميرة» التي تكتشف أن ليلى (مريم فخر الدين) لقيطة في فيلم ليلة غرام/ 1951 للمخرج أحمد بدرخان، وهي «رجاء» العانس عمة كوثر (صباح) في فيلم خدعني أبي/ 1951 من اخراج وبطولة محمود ذوالفقار، وهي الطباخة والخادمة في فيلم المهرج الكبير/ 1952 ليوسف شاهين، وهي «سميرة» عشيقة سامي (فريد شوقي) في فيلم طريق السعادة/ 1953 للمخرج كامل الحفناوي، وهي صديقة بطلة الفيلم ناهد (راقية إبراهيم) في فيلم ناهد/ 1952 للمخرج محمد كريم، وهي «سميرة» إبنة عم الدكتور مدحت بيه (عمر الحريري) في فيلم إلهام/ 1950 لبهاء شرف الدين.

تلك هي الممثلة سناء سميح التي ابصرت النور في 26 يوليو 1923 ودخلت المجال الفني من خلال العمل بالمسرح متنقلة ما بين مسرح رمسيس (مسرح يوسف وهبي) ومسرح جورج أبيض قبل أن تدخل السينما وتظهر في أول أعمالها وهو فيلم اليتيمة الذي أخرجه فؤاد الجزايرلي في عام 1946 من تمثيل ماري كويني ويحيى شاهين وجلال حرب وسليمان نجيب وعمر الحريري ومحمد عبدالقدوس ومحمد الديب ومحمد توفيق، لتنشط بعد ذلك في الفترة ما بين منتصف الأربعينات ومطلع الخمسينات مقدمة 30 عملا كان بينها ــ علاوة على ما سبق ذكره ــ الأفلام التالية: صاحب بالين/ 1946 لعباس كامل، خاتم سليمان/ 1947 لحسن رمزي، التضحية الكبرى/ 1947 لمحمد عبدالجواد، كنز السعادة/ 1947 لإبراهيم لاما، ازهار واشواك/ 1947 لمحمد عبدالجواد، أميرة الجزيرة/1948 لحسن رمزي، طلاق سعاد هانم/ 1948 من بطولة واخراج أنور وجدي، الزناتي خليفة/ 1948 لحسن حلمي، المغامر/1948 لحسن رضا، حلاوة/ 1949 لابراهيم عمارة، أحبك انت/1949 لأحمد بدرخان، البيت الكبير/ 1949 لأحمد كامل مرسي، بنت باريز/ 1950 لحلمي رفلة، افراح/ 1950 لنيازي مصطفى، وداعا يا غرامي/ 1951 لعمر جميعي، مشغول بغيري/ 1951 لابراهيم عمارة، نهاية قصة/ 1951 لحلمي رفلة، الزهور الفاتنة/ 1952 لجمال مدكور، قليل البخت /1952 لمحمد عبدالجواد، بشرة خير/ 1952 لحسن رمزي، سماعة التلفون/ 1951 لجمال مدكور، الصبر جميل/ 1951 لنيازي مصطفى.

في هذه الاعمال شاركت سناء سميح معظم نجوم ونجمات زمنها ابتداء من يحيى شاهين وعماد حمدي وكمال الشناوي وشكري سرحان وأنور وجدي ومحمود ذوالفقار وفريد الأطرش ومحمود المليجي وفريد شوقي وعمر الحريري وسراج منير وجمال فارس وعباس فارس واسماعيل يس وعبدالسلام النابلسي وسراج منير ويوسف وهبي وحسين رياض وزكي رستم وعبدالوارث عسر، وشادية وماجدة وفاتن حمامة وهند رستم ومريم فخر الدين وتحية كاريوكا وزهرة العلا وصباح وليلى مراد وراقية ابراهيم، وانتهاء بفردوس محمد وزينب صدقي ووداد حمدي وعزيزة حلمي وماري منيب وزمردة وثريا حلمي وسعاد مكاوي ولولا صدقي وميمي شكيب واستيفان روستي وحسن فائق وشفيق نورالدين وفاخرفاخر وعزيز عثمان وعبدالفتناح القصري وشرفنطح.

آخر أفلامها كان فيلم طريق السعادة سنة 1953، حيث اعتزلت سناء مجال الفن بعد هذا العمل. ومما ورد في مذكرات الفنانة شادية التي نشرتها مجلة آخر ساعة المصرية في الخمسينات أن أول إهانة تلقتها دلوعة السينما، ما جعلها تبكي وتقرر اعتزال الفن، كان مصدرها سناء سميح، وذلك حينما رفضت الأخيرة الجلوس بجوارها في العرض الخاص لفيلم أزهار وأشواك سنة 1947 بحجة أن شادية ظهرت في الفيلم ككومبارس وبالتالي لا تستحق أن تجلس بجوار نجمة مثلها. لكن ما حدث بعد ذلك أن الفنانة هند رستم ساندت شادية وأكدت لها أن المستقبل كفيل بجعلهما ملء السمع والأبصار، كما أن المخرج حلمي رفلة قام بإعادة الاعتبار لشادية من خلال اسناد دور البطولة لها في العام التالي أمام الموسيقار محمد فوزي في فيلم العقل في إجازة. ومن هنا عرفت سناء سميح بالفنانة التي أهانت نجمة سينمائية كبيرة. لكن الغريب أن سناء سميح قبلت بعد ذلك أن تظهر مع شادية في خمسة أفلام من بطولة الأخيرة وهي أفلام: مشغول بغيري، سماعة التلفون، الصبر جميل، قليل البخت، وبشرة خير) بينما كانت أدوارها في كل هذه الأفلام أدوارًا هامشية.