أصبحت دولة الإمارات في زمن وجيز دولة تمتلك مؤسسات رائدة في مختلف القطاعات، وفق أعلى المعايير العالمية، ومؤسساتها تؤدي دوراً مهماً في حركة النمو والريادة سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، واليوم تعد منظومة العمل الإنساني في دولة الإمارات من المنظومات الرائدة؛ بل حازت المراتب الأولى عالمياً، فقد احتلت دولة الإمارات المراكز الأولى في المساعدات الخارجية لعدة سنين، حسب التقارير الدولية للأمم المتحدة والبنك الدولي، وقد تبنت الإمارات منذ تأسيسها العمل الإنساني والخيري في المنطقة والعالم على يد المؤسس القائد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي له الفضل الكبير في استدامة العمل الخيري في دولة الإمارات، وأكملت المسيرة الإنسانية القيادة الرشيدة التي جعلت خدمة ومساعدة البشرية ضمن أولوياتها، وأصبحت دولة الإمارات اليوم نموذجاً يحتذى عالمياً، وذات صيت كبير في العمل الإنساني، وبالأخص فيما يتعلق بالعمل الإنساني في الحالات المستعجلة والطوارئ، وأصبحت المنظمات الإنسانية والدول العظمى تكن لها كل الثقة والاحترام في مختلف المجالات، فاعتماد المجتمع الدولي اليوم على دولة الإمارات كإحدى الدول الرائدة في المهام الإنسانية، وخاصة في حالات الطوارئ والحالات المستعجلة، يدل على المقومات الريادية للدولة، ومكانتها عالمياً في المساعدات الخارجية لدول العالم، وخاصة وأن العمل الإنساني في حالات الطوارئ، يختلف تماماً عن المساعدات الدورية التي تقدمها الدول، ففي حالات الطوارئ تحتاج إلى منظومة دقيقة، وإلى اتخاذ قرار سريع لعمليات المساعدات المستعجلة، ولهذا فإن دولة الإمارات تمتلك منظومة متكاملة لحالات الطوارئ المستعجلة؛ إذ أصبح الجسر الإنساني الإماراتي ممتداً إلى أقاصي الأرض دون توقف، وعلى مدار الساعة، ولهذا أصبحت مركزاً لأهم المنظمات الإنسانية حول العالم.

وبينما العالم منشغل في أزمة تفشي فيروس «كورونا»، فإن دولة الإمارات مستمرة في دعم القضايا الإنسانية على المستوى المحلي والعالمي، فقد قامت بإجلاء واستضافة 5000 أفغاني مكرمين معززين إلى أن يتوجهوا إلى دول أخرى، وكذلك قامت باستخدام طائراتها ومطاراتها لإجلاء الدبلوماسيين والموظفين من مختلف الجنسيات من أفغانستان إلى الدولة. ودولة الإمارات قدمت أعمالاً إنسانية جليلة عبر السنوات؛ حيث مدت يد العون والمساعدة للشعب الأفغاني؛ إذ أقامت منذ انتشار الجائحة جسراً جوياً، لإرسال المساعدات من المعدات الطبية لفحص آلاف الأشخاص، ومستلزمات طبية أخرى استفاد منها العاملون في القطاع الصحي، وأيضاً لدولة الإمارات الدور الكبير في دعم عجلة التنمية في أفغانستان، بدعمها للمشاريع التنموية؛ وذلك عن طريق تنفيذ مشاريع في قطاعات مختلفة منها القطاع التنموي الحضري والتنموي الريفي والإداري، وكذلك أرسلت دولة الإمارات في مايو/ أيار الماضي، مساعدات غذائية عاجلة للشعب الأفغاني وغيرها من المساعدات والمشاريع لدعم القطاعات الصحية والتعليمية والأمن الغذائي والطرق، والتي تهدف إلى نشر الاستقرار في المجتمع الأفغاني.

ودولة الإمارات في سباق دائم لأجل الإنسانية، وتقديم يد العون والمساعدة إلى الدول الشقيقة والإسلامية والصديقة، فلا تفرق بين أجناس البشر وألوانهم في سبيل تقديم يد العون، وقد أثبتت جدارتها وحرصها على أن تكون إلى جانب الشعوب، ففي أزمة تفشي جائحة «كورونا» التي أودت بحياة الملايين من البشر، والتي لم تتوقف عن إزهاق الأرواح إلى يومنا هذا، تمسكت دولة الإمارات بالتزامها تجاه الشعوب والدول المتضررة جرّاء الجائحة ضمن حالات الطوارئ والاستجابة السريعة ومساندة الدول التي تعاني النقص الشديد في اللقاحات والمستلزمات الطبية، وقد أسهمت مساعدات دولة الإمارات في إغاثة ومساعدة أكثر من 135 دولة حول العالم بنحو 2145 طناً من المساعدات الطبية والأجهزة التنفسية وأجهزة الفحص والمعدات والإمدادات، والجسر الإنساني الإماراتي مستمر لمحاربة جائحة «كورونا» يداً بيد مع المجتمع الدولي.