تلعب الحكومات دوراً كبيراً في استقرار وازدهار ونمو مجتمعاتها، فالدول التي تمكنت في العقود الماضية من تمكين مجتمعاتها وتوفير وسائل الراحة والخدمات السلسة، والأمن والأمان وتوفير الخدمات وتسهيلها هي الدول التي تشهد نمواً كبيراً في شتى المجالات، وتشهد نسبة قليلة في معدل الجريمة ومعدل الأمية وفي معدل الوفيات والأمراض المعدية.
ومن أهم المجالات التي تركز عليها هذه الدول هي الأمن والأمان والتعليم والصحة، وغيرها من القطاعات الأخرى التي تنهض بالمجتمعات، فهذه المجتمعات منعّمة مستقرة سعيدة. وأما المجتمعات التي يقل فيها معدل النمو والتنمية وتكثر فيها الأمراض المعدية والوفيات وتزداد الأمية، وتعاني عدم توفير الخدمات والمرافق العامة، فتقودها الحكومات التي لم تقدم لمجتمعاتها التعليم والصحة والأمن والأمان، لهذا تعتبر من المجتمعات النامية، إذ إن بناء الدول يأتي في المقام الأول في المجتمع الذي تكون فيه جودة الحياة عالية.
إن مجتمع دولة الإمارات هو الأكثر سعادة ضمن تقرير السعادة العالمي لعام 2020، واحتلت مدينتا أبوظبي ودبي المراكز الأولى عربياً، وشمل هذا التقرير العالمي الذي صدر عن «شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة»، تقيّيم حياة الأفراد في 186 مدينة حول العالم. فقد تقدمت مدن دولة الإمارات على مدن دول متقدمة كانت في الصدارة لسنوات عدة، ويرجع ذلك لأسباب عدة، من أهمها الاستراتيجيات التي وضعتها القيادة الرشيدة منذ تأسيس دولة الإمارات في بناء مجتمع متكامل مبني على عوامل جعلتها اليوم من أهم مجتمعات العالم تقدماً ونمواً.
وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، يعمل على استراتيجيات ومبادئ عدة، من شأنها جعل المجتمع متيناً قوياً مترابطاً، وقال في إحدى المناسبات: «إن رفع مستوى المواطن والدولة ككل هو رائدنا وفوق كل شيء، والدولة مثل الشجرة التي يجب أن تحظى بعناية مواطنيها وحرصهم على تنميتها، وكل مواطن عليه أن يحترم وطنه»، ولذلك فإن رفع مستوى المواطن يأتي في المقام الأول لبناء مجتمع سعيد منتج، وهذه كانت من أولويات المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، واليوم، نرى أن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات وضعت هذه المبادئ والاستراتيجية نصب عينيها لبناء المجتمع الإماراتي الذي يبدأ بمواطنيه الذين يشكلون مصدر أمان بالنسبة لباقي الجنسيات الأخرى التي تنعم بالأمن والأمان والاستقرار جنباً إلى جنب مع المواطن الإماراتي.
إن من أهم منجزات الاتحاد هو بناء المواطن الإماراتي وتمكينه من بناء مجتمعه، ما شكّل الفرق الكبير بين المجتمع الإماراتي ومجتمعات منطقة الشرق الأوسط من نواح عدة، أهمها الحياة الكريمة التي يعيشها الإنسان في المجتمع الإماراتي.
وأيضاً من ضمن الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة في دولة الإمارات اعتبار المجتمع الإماراتي شريكاً فعالاً في بناء الدولة ونموها، وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في الإعلان عن مشروع تصميم الخمسين عاماً: «إن مجتمع الإمارات يرسم مستقبل الدولة»، وهذا تأكيد يعكس حرص القيادة الرشيدة في دولة الإمارات على استدامة السعادة في المجتمع ضمن أجندات واستراتيجيات وخطط وضعتها الحكومة، ومن أهم أجنداتها الوطنية مجتمع متلاحم محافظ على هويته التي تطمح من خلالها إلى الحفاظ على مجتمع يعتز بهويته وانتمائه. واليوم، تجني دولة الإمارات ثمار التلاحم في المجتمع الإماراتي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، والذي يعتبر من أسعد مجتمعات العالم رغم تنوعه واحتضانه أكثر من 200 جنسية تختلف في العادات واللغة والأديان والثقافة، ويجمعها سقف السلام والسعادة والتسامح والترابط والتآلف.
إن سعادة واستقرار المجتمع يعتبر من أهم إنجازات اتحاد دولة الإمارات، والذي بدوره وحّد المجتمع وجعله مترابطاً متراحماً.
التعليقات