لطالما ارتبط اسم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، بنهج التمكين الذي امتد ليشمل جميع جوانب المجتمع، بما في ذلك قطاع الرعاية الصحية. وربما أفضل مثال على نجاح سياسة التمكين الصحي في الدولة خلال السنوات القليلة الماضية، هو الزيادة المرموقة في متوسط أو مؤمل العمر، والذي يعتبر أكبر دليل على تميز مستوى العناية المتوفرة في المنشآت الطبية والصحية. حيث تظهر آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن متوسط أو مؤمل العمر في الدولة بلغ 76 عاماً للذكور و79 عاماً للإناث، مما يضع دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة من هذا المنظور الإحصائي الصحي.
وعلى صعيد القضايا الصحية الدولية، امتدت الأيادي الكريمة للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إلى كافة بقاع الأرض وأصقاعها، لمساعدة العديد من الشعوب والمجتمعات المحلية على مواجهة الكثير من مشاكلها الصحية المزمنة. وفي الجانب الإنساني، وبالتوجيه والدعم المستمرين من الراحل الكبير، لطالما تصدّرت الإماراتُ قائمةَ الدول المانحة للمساعدات الإنسانية، وتبوأت مراتبَ متقدمةً عالمياً كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية، قياساً لدخلها القومي الإجمالي.
وتجسَّد التمكين الصحي والإنساني الذي رعاه ودعمه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، من خلال العديد من المبادرات والمساهمات في زمن جائحة كورونا. وعلى سبيل المثال، في الثلاثين من نوفمبر عام 2020، أمر المغفور له بمنح وسام «أبطال الإنسانية» إلى مَن فقدوا حياتَهم في الخطوط الأمامية لمواجهة الجائحة، مؤكداً مدى التقدير والعرفان اللذين تكنهما الإمارات، قيادةً وشعباً، لأفراد الجيش الأبيض. ويأتي هذا التقدير والعرفان ضمن استراتيجية شاملة تصدَّرت بها الإماراتُ العديدَ من مؤشرات مواجهة واحتواء جائحة كورونا، ووضعتها في مصاف الدول التي اهتمت بالتبعات الإنسانية لهذا الوباء.
وقد تكفَّلت الدولةُ بسداد تكاليف العلاج للحالات الحرجة للمصابين بفيروس «كوفيد-19» عن طريق الخلايا الجذعية، وتكفّلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي برعاية كافة أسر المتوفين جراء «كوفيد-19» من جميع الجنسيات داخل الدولة. كما وفرت دولة الإمارات مساعدات إنسانية ضخمة للدول الأخرى للتخفيف من معاناة شعوبها في مواجهة هذه الجائحة. وكانت الإمارات من أوائل الدول الداعمة للمبادرات الإنسانية خلال جائحة «كوفيد-19»، حيث شكلت المساعدات التي قدمتها الدولة حينها 80% من حجم الاستجابة الدولية للدول المتضررة من الجائحة.
كما ساهم صندوق أبوظبي للتنمية ضمن تعهد «مجموعة التنسيق العربية» في مساعدة الدول النامية على التعافي من الركود الناجم عن تداعيات الجائحة وتأثيراتها السلبية على القطاعات الاقتصادية المتنوعة.
وفي بدايات عام 2020، أطلقت دولةُ الإمارات «صندوق الإمارات وطن الإنسانية» بهدف توحيد الجهود الوطنية للتصدي لوباء فيروس كورونا (كوفيد-19)، وتجسيد مضامين التلاحم المجتمعي الذي يسود مجتمعَ الدولة ضمن رؤية المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله.