يحق لنا جميعاً مع تولي قائد بوزن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مسؤولية إماراتنا الحبيبة، أن نشعر بالفخر والأمل، الفخر لأننا نعرف حزم القائد وعزمه وقدرته على المبادرة والفعل الخلاق، والأمل، خبرناه في مواقف متعددة. ففي وسط خوفنا ويأس بعضنا أثناء جائحة كورونا، يتذكر معظمنا ملامحه البشوشة ونظرته الواثقة المطمئنة وهو يقول «لا تشلون هم»، بعدها كنّا جميعاً على قناعة بأننا سننتصر على الوباء، وهو ما حدث بالفعل، ليس هذا وحسب، بل كانت الإمارات نموذجاً عالمياً في التعامل مع «كورونا».

مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو الحكام، نستبشر بمستقبل جديد ومزدهر، مستقبل يمثل قيمة مضافة لإنجازات دولة مرت بمراحل مضيئة، بدأت بمرحلة التأسيس مع المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أعقبتها مرحلة التمكين مع المغفور له بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، والآن نحن على أعتاب مرحلة ثالثة، هي بفعل قوانين التاريخ ودروسه تستوعب المرحلتين السابقتين، وتقودنا نحو مرحلة تبوأنا فيها المراكز الأولى في العالم، وهي مكانة نستحقها عن جدارة، وكل متابع للسياسة الإماراتية الخارجية التي باتت تحتل موقعاً استراتيجياً لافتاً يدرك ذلك ببساطة، حقيقة تؤيدها الأرقام والمنجز الاقتصادي المبهر، والاحترام الذي تحظى به الدولة في مختلف المحافل الدولية. مع محمد بن زايد أصبحت الإمارات قلب المنطقة، ومؤثرة في أحداثها، وباتت متناً في التاريخ والجغرافيا، لا يملك أي مؤرخ أو محلل استراتيجي إلا أن تدهشه قدرتها على الإنجاز والتأثير، ومع تلك الدهشة لا يمكن له إلا أن يصنفها دولة فاعلة في مقدمة بلدان المنطقة، وذات مكانة مرموقة في العالم.

يجمع محمد بن زايد بين حكمة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ورصانة الشيخ خليفة، رحمه الله، فضلاً عن صفات قيادية تراكمت منذ الصغر في كنف زايد، وبفضل التربية العسكرية أثناء الدراسة في «ساند هيرست»، وتوليه رئاسة المجلس التنفيذي في أبوظبي، ومن ثم ولاية العهد، وعاصر تحولات تاريخية شهدتها المنطقة مثل حرب الخليج الأولى والثانية، وأحداث 11 سبتمبر وما أعقبها من تطورات عاصفة.

كان محمد بن زايد دوماً على تماس مع الحدث، ومعرفة بالقوى الفاعلة في العالم، والأهم إيمانه القاطع بأن الإمارات لا بد أن تمتلك مفاتيح القوة، حتى تستطيع البناء والازدهار، ومفاتيح القوة تتمثل في تأمين البيت من الداخل، وبناء قوات مسلحة قوية تصون تراب الوطن، وسياسة متوازنة تمد يدها بالسلام إلى الجميع وتساعد كل من يحتاج إلى العون، وتتسم بالحزم في مواجهة أعداء البناء ومخربي الأوطان.

مع محمد بن زايد امتلكت الإمارات تلك المفاتيح، مفاتيح العلا كافة، وفي طريقها إلى ذلك نشأت معادلات جديدة، لم تعد قوة الدولة ومكانتها تقاس بالمساحة الجغرافية أو عدد السكان، أثبتت الإمارات أن تلك المعادلة باتت من الماضي، وعندما آمن محمد بن زايد بقدرات الوطن وأبنائه، قابل هؤلاء إيمانه بإيمان مماثل، وشرفتنا قواتنا المسلحة في مختلف ساحات المهام التي أوكلت بها.

عندما رسّخ محمد بن زايد الأمن قيمة داخلية، بات الوطن علامة على الأمن والطمأنينة في العالم بأكمله، وعندما مد يده بالخير إلى الجميع، باتت الدولة..إمارات الخير، وعندما وقف محمد بن زايد بحزم وشدة ضد المتاجرين بالدين.. ظلاميي العصر الحديث، التف حوله كل محبي الأوطان وكل الخائفين على مصيرها، وباتت الإمارات صخرة صلبة تحطمت عليها مشاريع الإرهاب ومخططاته.

حصّن محمد بن زايد البيت من الداخل، لا تزدهر الأوطان وتثمر إلا بالعدل، وهو قيمة أساسية في الإمارات، رسخها القانون، وعادات وتقاليد أصيلة عاشت هنا منذ مئات السنين، حيث لا تزدهر الأوطان وتتقدّم إلا عبر الرفاه والاستثمار في الإنسان واحترام المرأة وتمكينها، وإعطاء الفرصة للشباب، ولا تزدهر الأوطان وتكتسب مكانتها المستحقة، إلا بالاهتمام بالاقتصاد والتنمية ووضعهما في مقدمة الأولويات.

مع محمد بن زايد تحصّن البيت بمفاتيح القوة الناعمة أيضاً، بنشر الفكر المستنير والتقارب بين الأديان والثقافات، وترسيخ التسامح قيمة مركزية في بلد يعيش على ترابه أكثر من 200 جنسية، وتأكيد أن الوطن يتسع للجميع مهما اختلفت الأعراق والأفكار والرؤى والتوجهات، ودعّم وشجّع الابتكار والإبداع، ورعى مشاريع تنموية حيوية في الكثير من البلدان، وبات ذلك عملاً مؤسسياً تتبعه هيئات وجهات أصبحت معروفة في نواحي الأرض المختلفة، وساعد على الحد من بعض الأمراض المستوطنة وبتنا في طريق القضاء عليها..إلخ.

أن تسعى إلى تحقيق منجز ما، أو تؤثر في الآخرين معناه أن تؤمن بهذا المنجز، وأن تقتنع بقدرتك على التأثير أولاً، وأن يتسم إيمانك بالصدق، وأن تمتلك العزيمة على ترجمة هذا الإيمان على أرض الواقع، وكلما كبر الإنجاز الذي تسعى إليه كبر الإيمان، ساعتها سيؤمن بك الآخرون.

مع محمد بن زايد، نعيش حقيقة قائد آمن بوطن وضع أسسه الشيخ زايد، وكبر الوطن وترسخ مع الشيخ خليفة، ولأننا جميعاً نؤمن بقيادة محمد بن زايد، سيكبر الوطن مرة ثالثة وسيحجز مقعداً مميزاً في مقدمة بلدان العالم، وستطاول الإمارات عنان السماء.