ما تنهض به الإمارات، بقيادة محمد بن زايد وتوجيهات محمد بن راشد، من تأثير عالمي بالغ في تسريع تبني توجهات غاية في الأهمية لخدمة المجتمعات البشرية ومستقبلها، بات يعطي حضورها الدولي اليوم مزيداً من الزخم ويعزز من مكانتها الاستثنائية كشريك فاعل للدول والمنظمات والمؤسسات الدولية، ومركز حيوي لابتكار الحلول للتحديات التي تواجه البشرية.

يأخذ هذا الدور المحوري قوة دفعه من مبادرات نوعية كبرى تثابر الإمارات ودبي على إطلاقها، وتترك من خلالها آثاراً إيجابية حاسمة في تشكيل ملامح المرحلة المقبلة من التقدم الإنساني، والتي كان آخرها إعلان حمدان بن محمد، أمس، عن إطلاق «منتدى دبي للمستقبل» في أكتوبر المقبل لرسم مستقبل أهم القطاعات العالمية بمشاركة 400 خبير عالمي من 100 دولة وأكثر من 15 منظمة ومؤسسة دولية، وهو ما يترك برهاناً ساطعاً على أن دبي بعد نجاحها المتفرد في تنظيم استضافة «إكسبو 2020»، مستمرة في جمع العالم وتواصل العقول لتحقيق ازدهار الإنسانية، الأمر الذي يؤكده حمدان بن محمد في تشديده على أن دبي باتت عاصمة عالمية للابتكار وصناعة المستقبل.

هذا المنتدى الذي سوف يمكّن العالم من استباق التغيرات التي تلامس حياتنا اليومية واستثمار الفرص وحماية الإنسانية من المخاطر المحتملة، يؤكد أن دبي باتت شغوفة بالمستقبل واستباق تحدياته وصناعة فرصه، وأن قوة الإمارات كلها تكمن في نموذجها التنموي القائم على هذه الرؤية التي أصبحت منارة ملهمة للعالم في تقدم حضارته.

يضاف إلى هذه المبادرة حراك كبير تقوده الدولة في المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس»، ومن خلال شراكتها التاريخية والمثمرة مع المنتدى على مدى عقدين من الزمن، وقد شهد هذا الحراك مبادرات نوعية كبرى ستترك تأثيراً مهماً على تنمية المجتمعات البشرية وتمكينها، وكان أولها الشراكة بين مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية والمنتدى في تأسيس المنصة العالمية لمراكز الابتكار الغذائي، لتجعل من دبي مقراً دولياً لاجتماعات هذه المراكز السنوية، وهي المنصة التي من شأنها أن تسرع في مضاعفة هذه المراكز 3 أضعاف في وقت قياسي، ونحن نعلم الأهمية الكبيرة للمبادرة في مثل هذا القطاع عظيم الأثر على الاحتياجات البشرية، خصوصاً أمام ما يلوح في الأفق من تحديات المجاعة والفقر والنقص الغذائي.

تشكّل اتفاقيتا توسيع نطاق اختصاصات مركز الثورة الصناعية الرابعة في الدولة وإطلاق مسرعات «أسواق الغد» بالتعاون مع المنتدى، ترجمة لأولويات استراتيجية في دعم التنمية الشاملة، فالأولى توسع فرص الشبكة العالمية لتبادل آفاق الثورة الصناعية الرابعة، والثانية من شأنها أن تعزز من توجهات الاقتصادات الجديدة.

شغف الإمارات ودبي بالمستقبل هو شغف منتج ظهرت آثاره الإيجابية، بأفكار ومشاريع كثيرة وكبيرة تسرع من التقدم العلمي والتكنولوجي والمعرفي، وتلامس احتياجات وتطلعات المجتمعات الإنسانية وتصنع غدها الأفضل.