تتجذر ظاهرة بمنتهى الخطورة في الفضاء الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي، تستهدف كما يبدو تسميم العقول الشابة، خاصة بنشر مفاهيم مغلوطة عن الدين الإسلامي والجهاد، وتبجيل بعض الأفراد كأحد المعتقلين الكويتيين السابقين في غوانتانامو، وجعله بطلاً مسلماً وهو ما ينافي الحقيقة.

ويتضح أن المُلقب بـ«شيخ الدين» ، كوّن له أعواناً ورفاق زنازين أثناء سنوات الاعتقال في معتقل غوانتانامو وأفغانستان من جنسيات مختلفة، فقد أنبرت حملة إعلامية شرسة أشبه بالجهادية مجازاً ضدي شخصياً عبر تويتر.

واستهدفت الحملة الشعواء حسابي في تويتر من جنسيات وبلدان مختلفة بشأن ما ورد في مقالي السابق بعنوان «ماذا يجري في الكويت؟»، وخاصة عن المعتقل وعدائه السافر ضد أميركا والغرب ككل.

وانطلقت حملات شبيهة بالفتوحات الإسلامية مع الفارق طبعاً بطبيعتها، أو كأنها عادت تلك الفتوحات بشكل آخر لتفتتح الكويت، مثلاً، على ظهر ناقة لمجاميع لا تملك الحجة ولا البصيرة في الرد الحصيف وخوض نقاش علمي وموضوعي بعيداً عن التعصب الديني.

برزت لديّ إشكالية سياسية وأمنية في استيعاب حملات، منها ما يكفرني شخصياً بطرق شتى، ومنها ما يزعم بأنني أنفذ مخططاً لولاة الأمر! وكأن لديّ ولاة أمر بخلاف سمو الأمير وولي عهده الأمين باعتباري مواطناً كويتياً وليس فرداً جهادياً.

ويتأكد لي أن لهؤلاء الشرذمة من الجهاديين الجدد مجازاً العيش بأمرة ولي الأمر أو المرجع في «الجهاد» والعمليات الإرهابية، كما هو الحال في طالبان والقاعدة وداعش، الذين يغتالون البشر باسم يوم الشهادة واللقاء بحور العين وإلى آخر نسيج خيال مريض.

تتمدد عقول ملوثة بسموم العداء ضد دول حليفة لنا كأميركا وبريطانيا وتيارات عربية متحررة من القيود الدينية والتزمت الاجتماعي، بهدف بث السموم في الفضاء الإلكتروني من دون أن تتحرك وزارة الأوقاف ومركز الوسطية التابع لها والحكومة ككل في رصد تلك الحسابات الجهادية.

شخصياً، مع حرية التعبير عن الرأي وفقاً للإطار العقلاني والمدني، وليس عبر نوافذ عدوانية تحمل مواقف مسبقة من المجتمعات المدنية والتحرر الاجتماعي، وفرض البديل المفزع كالنقاب في التلفزيون للنساء العاملات في وسائل الإعلام الطالبانية وتحريم تعليم النساء!

فهناك خشية من التصدي لعبث التيارات المتطرفة والجماعات الموالية لها، والانحراف عن التسامح بين الأديان والتعايش السلمي، في حين المتضرر الأكبر والضحية هو الشعب الكويتي والدولة ككل، وذلك بسبب قصر النظر وضبابية سياسية في قراءة مخاطر التطرف والتشدد الديني!

والمُلقب بالشيخ ، المعتقل السابق في غوانتانامو، غرد رداً عليّ، مدعياً «حرمت الضحية حتى من صرخات الألم وتتهمها بالإرهاب لأنها كشفت عن جسدها الدامي بدل أن تتهم الجلاد بذلك، ولا تبالي بالقرى التي أبادتها طائرات B52، لكنك منزعج لأن أهل الأرض دافعوا عن حريتهم! الإسلام لا يعني التكفير والتفجير في بلاد المسلمين، بل يعني ألا تطأطئ رأسك لأميركا كما تفعل».

ويثبت بأن مدعي الإغاثة في أفغانستان ، لم يستفد من سنوات الاعتقال ذهنياً، بل إنه ظل متوهماً بأنه الضحية متجاهلاً كثيراً من الحقائق والتناقض الذي ضلل فيه نفسه وغيره، وهو ما يستلزم رداً مطولاً لتفنيد أوهامه ومزاعمه في وقت لاحق.

أما بالنسبة للفلسطينيين، فقد كان لهم نصيب من حملة الخفافيش الإلكترونية، ومنهم الفلسطيني نفسه الذي تم تناول أفعاله، وهو مقيم في الكويت وصاحب أفكار متطرفة لا تختلف عن مضمون «داعش» وأهدافه الانتحارية.

غرّد الصحافي الفلسطيني المقيم بالكويت، ويعمل في منصب مهم في إحدى الصحف اليومية، مندداً بما قاله صحافي كويتي مخضرم في برنامج حواري بثته القبس، أشار فيه إلى خيانة الفلسطينيين إبان الغزو العراقي للكويت، ممتدحاً مقاطعة مقدم البرنامج واعتراضه على عدم التعميم، بالرغم من تأكيد الصحافي الكويتي صحة معلوماته كشاهد لتلك الأحداث المؤسفة والممارسات والجرائم المريعة، والطعنات التي تلقاها الكويتيون ممن خانوا القضية الفلسطينية وليس الكويت فحسب.

وهل انتصاره للمهنية، حصل بعد دفاعه عن خونة فلسطين، وتناسى المهنية في كشف حقائق الجميع كان يعرفها.. لذلك أجد نفسي مضطراً إلى كشف ملفات خيانة بعض الفلسطينيين للكويت في مقالات لاحقة.

ولعلني لا أبالغ في أن الدولة ممثلة بالسلطتين التنفيذية والتشريعية الكويتية لا تعي ماذا يجري في الكويت؟ ومن يقف وراء حملات تسميم العقول وتحقيق الأهداف السامة، التي تستهدف أمن الكويت وحماية مخططات متطرفة من قبل بعض الفلسطينيين الصحافيين في الكويت!