يبدو أن الأوضاع في أوكرانيا ستتفاقم خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد ضم فلاديمير بوتين قطاعات إضافية واسعة من أوكرانيا، في أكبر عملية ضم عسكرى في أوروبا ربما منذ الحرب العالمية الثانية.

فقد أعلن الرئيس الروسى ضم أربع مناطق أوكرانية خاضعة لسيطرة قواته، وهي مدينتا خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتان، بالإضافة إلى دونيتسك ولوجانسك الواقعتين في إقليم دونباس، شرق أوكرانيا، وهذا الإعلان يأتى في إطار سلسلة الإجراءات الروسية التي يبدو أنها آخذة في التصعيد أخيرًا، والتي بدأت بإعلان التعبئة الجزئية، وربما لا تنتهي قريبًا بعمليات الضم الأخيرة.

ما أقدم عليه بوتين أقلق الولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا، إذ قال رئيس العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب مينينديز، إن تحرك بوتين يجعل الأمر أكثر صعوبة على الأوكرانيين لإيجاد طريق للمضي قدما، وهذا التصريح يؤكد الخبر المنشور في صحيفة «واشنطن بوست»اليوم؛ القائل بأن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين يجهزون لرد عنيف، بإجراءات قد تهدف إلى زيادة الضغط العسكري والدبلوماسي والاقتصادي على موسكو.


قد يعلن البيت الأبيض قريبًا عن حزمة عقوبات جديدة على روسيا وبعض الكيانات المنتمية لها، والتي تساهم تحديدًا في المجهود الحربى، لتضاف إلى مجموعة العقوبات التي أُعلنت من قبل، وتواصل موسكو إنكار تأثيرها؛ في حين أن الأميركان والأوروبيين يعتقدون أنها ستضع بوتين في موقف لا يحسد عليه.

الداخل الروسى أيضا مرشح تمامًا للانفجار، فالسياسيون القوميون يضغطون على بوتين لإعلان الأحكام العرفية التي من شأنها أن تضع الاقتصاد على قدم وساق في زمن الحرب، وإغلاق الحدود لإيقاف عشرات الآلاف من الرجال في سن التجنيد الذين يفرون من البلاد منذ الأسبوع الماضي، وربما فرض بعض القيود على الأجانب أيضًا.

الحرب التي لن تضع أوزارها قريبًا، وتتفاقم أوضاعها على الأرض في كل يوم تقريبًا، وكذلك تأثيراتها على العالم كله، مرشحة لأن تأكل الأخضر واليابس في عدد من البلدان، والغريب أن لا صوت عاقلًا مسموع في العالم، ولا تحرك حقيقيًّا في المؤسسات الدولية والأممية، وهو أمر محيّر للغاية، يغذي عددًا من النظريات غير المقبول مناقشتها في هذا الوقت من الزمان.