من دون شك أن التعامل مع الابن المراهق، يعد تحدياً جسيماً وكبيراً لكل أم وأب، ويكفي أن هذه المرحلة العمرية حظيت بالكثير من الدراسات والبحوث، والتي لا تكاد تنقطع أو تتوقف، وهناك نظريات وآراء علمية متعددة، تعد هذه المرحلة كما هو معروف مرحلة مفصلية وكبيرة، يعيشها كل من الابن أو الابنة، يشير بعضهم إلى أنه في هذا العمر تتحدد الملامح المستقبلية لهذا المراهق، ليس هذا وحسب؛ بل حتى قيمه ونظرته الحياتية تتشكل، تكمن خطورة هذا السن، كون الابن المراهق، يستند على خبرات ومعارف حياتية متواضعة وشحيحة، وفي اللحظة نفسها يرى أنه بات كبيراً وفي مرحلة الرجولة، فيكون اندفاعياً وحماسياً، ويرى مختلف المواقف الاجتماعية، بمنزلة تحديات بسيطة هامشية، فيكون حكمه على الأشياء بتهور، ولا يتمتع بأي منطقية أو موضوعية، ومن هنا تنشأ الكثير من الخلافات، ويحدث التصادم، أيضاً يرى الابن المراهق، أنه تحرر من المراقبة الأبوية، وبات يتمتع بالاستقلالية، ويحدث تصادم بينه وبين أهله.
وكما تقول مستشارة الصحة النفسية، إس أشلي كار، في موقعها على شبكة الإنترنت: ashleycarrcounseling. com «قد يكون الأمر محيراً إذا كان ابنك المراهق يبدو جيداً تماماً في بعض الأيام، لكن في أيام أخرى يتصرف وكأن نهاية العالم تقترب.. قد يستمر ابنك المراهق في الذهاب إلى المدرسة يَومياً، لكنه قد يشعر بالتعب الشديد أو عدم التحفيز، قد يقول معلمه: إنه مشتت الذهن، وربما يقضي الوقت مع الأصدقاء، لكنه ما زال يشعر بالانفصال عن الآخرين، تشمل بعض الأعراض: الاكتئاب، قلة الشهية، وصعوبة النوم، لكن من السهل إخفاء هذه الأعراض، قد يتخلى ابنك المراهق عن وجبات الطعام في المدرسة، لكنه يأكل في المنزل، قد يطفئون الأنوار في الليل، لكنهم لا ينامون بشكل مريح».
وهنا مربط الفرس كما يقال، فالابن المراهق، يجب التعامل معه بمهارة، والانتباه إلى أنه قد يكون متعباً نفسياً، وفي حيرة، بسبب ما يواجهه في حياته الواقعية، هذا التعب قد يسبب الكآبة والقلق والتوتر، وهي أعراض وبوادر للمرض النفسي، وهذه مهمة لا تقل درجة عن باقي الجوانب التي يعانيها الابن المراهق، يجب التنبه لها. حماية الابن المراهق، لا تكمن في السلوكات والأخلاقيات وحسب، وإنما حتى في تجنيبه المرض النفسي وتداعياته.
التعليقات