لدى الإمارات الكثير من الرؤى التي يمكن عرضها على أكبر محفل في العالم، الذي يجمع أكبر اقتصاداته سواء من حيث الحجم أو القوة والتأثير، حيث تحضر بدعوة خاصة «قمة العشرين».

الإمارات تشارك في قمة بالي بإندونيسيا، كما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لطرح رؤيتها في مواجهة التحديات التي يشهدها العالم، فالاجتماع مهم والمرحلة حساسة تحتاج إلى تضافر الجهود لتجاوزها والانطلاق نحو مستقبل أفضل للبشرية.

سيستمع زعماء العالم، إلى صوت الإمارات ونهجها الحكيم وتجربتها القيّمة في تحقيق التنمية المستدامة لاقتصادها، فهو يعيش أفضل أيامه رغم المصاعب والأزمات التي تجتاح العالم، بتحقيقه نمواً قوياً معتمداً على قطاعاته المختلفة التي نجح في تنويعها بعيداً عن النفط.


ولأن الدول لا تقاس بالحجم وإنما بالتأثير، سيصغي العالم لكلمات الشيخ محمد بن زايد، وفعل الإمارات في تحقيق الازدهار لشعبها، وفي مساهماتها العالمية الإنسانية والحضارية والثقافية والعلمية، ففي كل دولة من الدول العشرين التي تشارك في هذا التجمع، هناك لمسة أو مبادرة أو مشروع للإمارات، وهناك شراكة اقتصادية أو تجارية استراتيجية أو في طريقها لأن تكون.

الكل يعرفون الإمارات وموقعها ودورها الإيجابي في المناخ والاستدامة واستقرار أسواق الطاقة وفي تحقيق العدالة ومكافحة الإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار لشعوب العالم لتتمكن من العيش المشترك وبناء مجتمعاتها واقتصادها بشكل آمن ومستمر.

المشاركون يعرفون الإمارات معرفة عميقة، فهي أول شريك لبلدانهم في الشرق الأوسط، سواء كانوا دولاً صناعية رئيسية أو دولاً صاعدة، ويعرفون أيضاً أن الإمارات هي الأولى لدى أغلبيتهم لناحية الاستثمارات القادمة من الشرق الأوسط.

بفضل قيادتها والشراكة الفعالة بين القطاعين العام والخاص، أصبحت الإمارات نموذجاً يتمنى الكثير أن يكونوا مثله، لأنه نموذج بني على قوة الإنسان وقدراته، ليصبح هو المحور الذي تدور حوله كل الجهود وتخصص له كل الموارد ليعيش حياة الرفاهية في أعلى مستوياتها.

اقتصاد الإمارات الذي سجل نمواً بنسبة 8.4٪ في الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول، متفوقاً على كل التوقعات، يسير بخطى واثقة لتسجيل 6.5٪ في 2022، وسط أداء قوي لمختلف القطاعات الاقتصادية، بينما سجل نمواً قوياً في التوظيف منذ بداية العام الجاري، وفقاً للمصرف المركزي الذي أكد أن القطاع الخاص سجل أعلى مستوياته في عدد العاملين منذ ما قبل جائحة «كوفيد-19». ويصل عدد العاملين بالقطاع الخاص إلى 5.47 مليون، بزيادة أكثر من نصف مليون منذ مطلع العام.

بهذه النتائج القوية، وبما حققته في مكافحة «كوفيد-19» حتى أضحت النموذج في التعامل مع الأزمات، تضع الإمارات أمام «العشرين» تجربتها الحيّة القائمة على النتائج الملموسة، فضلاً عن رؤيتها للتعاون الدولي في مختلف المجالات، لتسهم بدورها في مواجهة التحديات التي ستكون مدار بحث اجتماعات «العشرين».