ستحتفل الإمارات، قيادةً وشعباً، والمقيمون على أرضها ومحبوها في كل بقاع الأرض، بـ«عيد الاتحاد» الـ51، ومرور أكثر من نصف قرن على انطلاقة النجاحات الإماراتية التي نالت إعجاب كل من دخل أرض الإمارات الحبيبة، وكل من راقب وشاهد مسيرة الإنجازات الفارقة، التي جعلت الإمارات نموذجاً ملهماً للعالم كافة.
تستذكر الإمارات «إرث الراحلين» المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات، ومن أسس بناءها المتين، والمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، قائد التمكين، حيث شهدت الإمارات في عهدهما نهضة تنمويةً غير مسبوقة في المجالات كافة، وهذه النهضة هي الإرث الخالد الذي تسلم رايته صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، ليحافظ على المكتسبات المتحققة، والانطلاق من خلالها إلى المستقبل الشامخ.
التقدم والتنمية التي نشاهدها في الإمارات، ليست وليدة الصدفة، بل نتاج لعمل كبير خلال الخمسين سنة الأولى، منذ تأسيس الاتحاد، واستراتيجيات بنيت بمؤشرات واضحة للقطاعات الحكومية والخاصة، فالإمارات تملك عدة رؤى، لاسيما «رؤية 2021»، ورؤية «نحن الإمارات 2031»، والتي أطلقتها الحكومة الإماراتية تزامناً مع عيد الاتحاد الـ51، بالإضافة إلى مبادئ الخمسين سنة المقبلة، وصولاً إلى «مئوية الإمارات 2071».

شهدت دولة الإمارات طفرة كبيرة في الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين والزوار، لاسيما القطاع الصحي والتعليمي، ولعلي أسلط الضوء على بعض الإنجازات، فكلما زرت الإمارات يشد انتباهي تطور البنية التحتية، وتفاصيلها الجميلة في الشوارع والجسور والأنفاق والمطارات، وهذا ليس بغريب على دولة تملك 8 مطارات دولية، و12 منفذاً بحرياً تجارياً، والتي تشكل 60% من حركة الحاويات والبضائع المتجهة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى قصة نجاح كبيرة في القطاع السياحي، فبلا شك باتت الإمارات وخصوصاً مدينة دبي، من أهم الوجهات السياحية في العالم، بقدرة تشغيلية كبيرة لمنشآت الفنادق وصلت إلى 1089 منشأة فندقية، استخدمت من نحو 14 مليوناً و885 ألف نزيل، بحسب إحصائيات عام 2020، في دولة يزورها أكثر من 20 مليون سائح في العام.
كوني امرأة خليجية، لابد أن أعبر عن فخري واعتزازي بالاهتمام الكبير التي أولته القيادة الإماراتية بملف تمكين المرأة، وهذا ما نشاهده من خلال النتائج، فالمرأة الإماراتية عززت حضورها في المجالات كافة، بشكل متساو لحضور الرجال، حيث تشكل المرأة 24% من أعضاء مجالس إدارات الجهات الحكومية، و50% من عضوية المجلس الوطني الاتحادي، في دلالة إن الإمارات باتت نموذجاً فريداً للاهتمام بالكوادر النسائية.
الإمارات قصة إلهام وطموح، ولا أنسى دموع الفرح التي غمرت عيني، عندما نجح «مسبار الأمل» الإماراتي في الوصول إلى «المريخ»، في لحظات من المجد والفخر للإماراتيين والعرب، استدركت بها رؤية وفكر وحكمة القيادة الإماراتية الاستثنائية، وكيف استطاعت إلهام شبابها لتحقيق المستحيل وصناعة المستقبل.