في بدايات عام 2022، كانت الإمارات تُحقق أرقاماً قياسية في إكسبو- دبي، سواء في ما يتعلق بالتئامه لأول مرة في المنطقة، وعدد ونوعية فعالياته، وحجم زوّاره. وفي آخر عهدها بالعام الفائت مقبلةً على عام 2023، حطمت الإمارات أرقاماً قياسية عدة في مهرجان الشيخ زايد، منها ما يتعلق بإبهار الألعاب النارية، ومنها ما يتصل بأفعال مبهرة لطائرات الدرونز.
وبين هذا وذاك، كان الحصاد الإماراتي عاماً سابقاً عجيباً حقاً في المجالات كافة. بادئ ذي بدء، تشير التقارير الدولية التنموية والاقتصادية وملاحظات المراقبين إلى طفرة تنموية إماراتية في كافة القطاعات عام 2022. فقد بلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي للدولة في العام المنصرم نحو 504 مليارات دولار، لترسخ مكانتها كثاني أكبر اقتصاد عربي، بمعدل نمو اقترب من 6%، فيما بلغ متوسط الدخل الفردي نحو 47.8 ألف دولار.
وقد فسّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ذلك بأنّ «عاماً مضى لم تتوقف دولة الإمارات فيه يوماً واحداً عن العمل». وتستهدف رؤية «نحن الإمارات 2031»، وهي الرؤية الوطنية التي تلائم مرحلة الانطلاق بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، زيادة حجم الاقتصاد الوطني نحو ثلاثة أضعاف ليكون ضمن أكبر 20 اقتصاداً في العالم.
علاوة على ذلك، سجلت التنمية البشرية معدلات مرتفعة جداً في دولة الإمارات، بحسب تقرير التنمية البشرية الذي تصدره الأمم المتحدة 2022، حيث تصدرت دول المنطقة في الأبعاد الثلاث التي يقيسها التقرير، والمتصلة بالصحة والمعرفة ومستوى المعيشة. وحلت في مرتبة متقدمة على المستوى العالمي. وتستهدف الحكومة رفع مستوى التنمية البشرية أكثر لتكون الإمارات ضمن أفضل 10 دول في الكون.
وفي مجال الابتكار، غدت الإمارات «دولة ابتكار على شواطئ الخليج». فوفقاً لتقرير دليل الابتكار العالمي 2022، تتصدر الدولة سائر الأقطار العربية في معايير ومؤشرات الابتكار، واحتلت المرتبة الـ31 عالمياً. وفي هذا الصدد، تم افتتاح «متحف المستقبل» في أوائل عام سابق، الذي لم يختتم شهوره إلا كان المستكشف «راشد» في طريقه إلى القمر في مهمة استكشافية، حيث تسعى الإمارات إلى الإسهام في بناء وجود بشري مستدام عليه، واستقصاء كيفية تشكل النظام الشمسي وكوكب الأرض.
وبين الحدثين، وعلى هامش انطلاق حوار أبوظبي «العالمي» للفضاء، أُميط اللثام عن خطة لتعزيز الاستثمار الفضائي وتمكين الشركات الخاصة والناشئة في قطاع الفضاء، لبناء قطاع فضائي إماراتي قوي ومستدام. وتمهد الإنجازات في مجال الفضاء عام 2022، التي يقودها مركز محمد بن راشد للفضاء، لمزيدٍ من المنجزات في عام قابل، ففي فبراير، ينطلق رائد الفضاء «سلطان النيادي» إلى محطة الفضاء الدولية.
وفي أبريل، يحط «راشد» على سطح القمر، ثم يسبح MBZ-Sat في الفضاء ليكون القمر الاصطناعي الإماراتي الخالص بعد «خليفة سات». وفي السياسة والحكم، ومنذ تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئاسة الدولة، اكتسبت السياسة الخارجية الإماراتية فعّالية متزايدة، وترجمت واقعياً مبادئ الانفتاح والتنويع والتوازن والاعتدال والتعاون الدولي، وكرست دور الدولة كقوة معيارية في مجالات الدبلوماسية الإنسانية وتغير المناخ ومكافحة الإرهاب والترابط بين بناء السلام وأهداف التنمية المستدامة.