لا نقول بكل ثقة وهدوء إن الشارقة هي عاصمة المسرح العربي، كما هي عاصمة الثقافة العربية والإسلامية وعاصمة الكتاب المحلي والعربي والعالمي.. وراء كل هذه الأوسمة، عمل ومشروع، هو اليوم أكثر مشروع عربي ثقافي يجمع بين الكتاب وصناعته ومعارضه، إلى جانب الفنون التشكيلية والمسرح.
غداً الاثنين عرس مسرحي ثقافي في الشارقة
الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي تقوم على ستة أعمال مسرحية خليجية، في حين جوهرة المسرح عرض مسرحية «النمرود» لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
صاحب السمو حاكم الشارقة مشدود دائماً إلى ذاكرته المسرحية الأولى منذ عشرات السنين حين وقف على خشبة المسرح، ومنذ تلك اللحظة الإلهامية، سيعرف سموه أن المسرح رسالة، وهوية، وثقافة ومعرفة، وسوف يوظف عنصر التاريخ نحو كل هذه التوصيفات التي تنطبق على المسرح. لا مستقبل لنا إذا لم نقرأ التاريخ. ليس فقط قراءته، بل والاستفادة منه.. هذه كانت الرؤية الأولى التي انطلق منها سموه في الكتابة للمسرح، منذ أوّل عرض لمسرحه التاريخي المثقف، وحتى اليوم.
سموه أب وصديق المسرحيين الإماراتيين، والعرب والخليجيين. يفرح بالمسرح لأنه يفرح - بالإنسان حين يتفوّق بالإبداع، والأدب، والفنون، لتصبح الشارقة بعد هذه العاطفة السامية جهة المسرح، وقلبه، وأميرته وإمارته.
الشارقة إمارة المسرح: المسرح العربي، المسرح الصحراوي، المسرح الجامعي، المسرح المدرسي، مسرح الكشافة، مسرح الطفل، مهرجانات المسرح العربي التي تقيمها الهيئة العربية للمسرح وقلبها الشارقة، ثم مؤلفات الهيئة المسرحية، ثم جائزة الشارقة للنقد المسرحي، ثم مهرجان أيام الشارقة المسرحية، ثم جائزة الشارقة في التأليف المسرحي.. كل هذه المنظومة قائمة وموجودة في الشارقة، وهي مكرّسة من الألف إلى الياء نحو إعلاء قيمة وقامة المسرح.
لكن وقفتنا الأساسية اليوم هي المسرح الخليجي، الذي تربّينا على رموزه وأساتذته ومحترفيه في الكويت والسعودية والبحرين وقطر وعُمان والعراق.
في الشارقة، يشعر المسرحيون الخليجيون بأنهم في ديارهم، فالمسرح هنا في يد آمنة أمينة. يد كريمة ممدودة دائماً لتحية هذا الفن العظيم، وتحية صنّاعه الأعزّاء على قلب الشارقة، في عرسها غداً، وفي أفراحها الثقافية في كل وقت
التعليقات