أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المُعيَّن لمؤتمر الأطراف «COP28»، أن رؤية القيادة في دولة الإمارات تركز دائماً على تحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى تحديث مساهمة الدولة في خفض الانبعاثات لتصل إلى 40% مقارنة بسيناريو العمل المعتاد. كما دعا معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر قطاعَ النفط والغاز إلى تغيير «السرد» وإثبات دوره الحيوي والإيجابي، وأنه قادر على أن يكون جزءاً من الحل.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في 6 يونيو، أمام مؤتمر «أوبك» الدولي الثامن المنعقد في فيينا، حيث أوضح معاليه، أمام منتجي ومستهلكي الطاقة الحاضرين، أن موضوع المؤتمر «نحو انتقال مستدام وشامل للطاقة» يمثل واحدةً من أعقد القضايا التي تواجه العالم، وأن التحدي هو خفض الانبعاثات.ويعتبر مؤتمر الأطراف حدثاً محورياً، لاسيما دورته المقبلة (COP28) التي تستضيفها الإمارات، والتي ستُشكل لحظةً فارقةً في المساعي والجهود الرامية لتحقيق الأهداف الدولية المشتركة.

وإلى ذلك، فقد شاركت هيئة «المُسرِّعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي» برئاسة الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، مؤخراً في «أسبوع لندن للعمل المناخي»، وقد تناول الحدثُ الفعاليات المدرجة ضمن أجندة مؤتمرات وفعاليات المناخ الدولية.
قمة COP28 مهتمة بـ«تغير المناخ» الذي له تأثير مباشر في البيئة، والتي تتأثر سلباً بتغير المناخ في الوسط الحاضن للإنسان وما حوله من مخلوقات. ويُذكر أن مشروعات التنمية المستدامة (Sustainable development) تُعنى بالحفاظ على الثلاثي الرئيسي: «الإنسان والحيوان والطبيعة»، وهذا ما يجعل مشروعات التنمية تأخذ صفة الاستدامة، إذ أن لهذه العناصر صلة وثيقة بالإنسان وحياته ومعيشته. وتندرج تحت هذا الاهتمام مستلزماتٌ عديدةٌ تشكّل حيوية البيئة.

وإذا كان المؤتمر يركز على تغيرات المناخ، فإن الإمارات قد وضعت الإنسان في المقدمة، ولذا فقد نظّمت بالشراكة مع رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حوارَ طاولة مستديرة حول تأثير التغير المناخي في «الأجيال الشابة المتأثرة بالنزاعات». وأشارت البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة في سلسلة تغريدات نشرتها عبر حسابها الرسمي على موقع «تويتر» إلى أن الأطفال والشباب ليسوا مجرد ضحايا لتأثيرات التغير المناخي، بل هم مَن يقودون التغيير بعزمهم وحيويتهم، داعيةً إلى دمج أصواتهم في المناقشات.

وتَحدَّث أحد مندوبي برنامج الشباب الدولي للمناخ الذي أطلقته رئاسة مؤتمر الأطراف في دولة الإمارات (COP28)، مشيراً إلى أن البرنامج الذي استكمل تمويله يشارك فيه 100 شاب، معظمهم من المجتمعات المتأثرة بتداعيات التغير المناخي، حيث يتم تدريبهم لضمان انخراطهم في أعمال المؤتمر.

واستطاعت دولة الإمارات خلال السنوات الماضية أن تحقق تقدماً كبيراً نحو الريادة في مجال الاستدامة البيئية على مستوى المنطقة والعالم، عبر تنويع مصادر الطاقة ومعالجة التحديات البيئية، سيراً على النهج البيئي الذي تركه الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو أول من اهتم -عربياً- بالمحافظة على البيئة، وخصص محميات طبيعية، في اليابسة والبحر، بدولة الإمارات العربية المتحدة.
*سفير سابق