اختار التوقيت والوسيلة الإعلامية ليواجه العالم بما لديه من جديد، وما أكثر ما لديه من الإنجازات والآراء والمواقف ليجعل منها الجميع في حالة ترقب وانتظار لما سيقوله الأمير الشاب محمد بن سلمان لقناة «فوكس نيوز».

* *

كان الجميع على حق حين وقتوا للمقابلة، وتفرغوا لمتابعتها، فقد جاءت بحسب الآراء: ثرية، وشفافة، وعميقة، ومليئة بما كانوا ينتظرونه من الأمير، فقد أجاد في آرائه، وتميز في مواقفه، وتعامل مع الأسئلة بحكمة ودراية واحترام.

* *

كانت مضامين اللقاء حساسة، وشاملة، وتعبر عن تغيير مستقبلي في المنطقة، وفقاً لرؤية ولي العهد، وبما سيكون عليه موقفه، ومن هنا تسارع الجميع من الإعلاميين والسياسيين في التحليل والتعليق والقراءة لما سيكون عليه الوضع في المنطقة في المستقبل القريب.

* *

كانت علاقة المملكة بالدول الشقيقة والصديقة والحليفة إحدى محاور اللقاء، وكان أبرزها تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل، وكان موقف الأمير وتصريحه واضحين بأن هناك خطة من إدارة الرئيس بايدن للوصول إلى هذه النقطة، وبالنسبة للمملكة فالقضية الفلسطينية مهمة للغاية، وإننا بحاجة إلى حل لهذه المسألة، ولدينا مفاوضات جيدة، وهي مستمرة حتى الآن، وعلينا أن نرى إلى أين ستتجه، ونأمل أن تصل إلى شيء، وأن تسهل حياة الفلسطينيين، وتجعل إسرائيل أحد اللاعبين في الشرق الأوسط.

* *

سمو الأمير نفى -وهو يعلق على التطبيع المتوقع- بأن المحادثات قد توقفت، بل أكد بأنها في كل يوم تصبح أقرب، مضيفاً بأنه يبدو وللمرة الأولى بأن هناك شيء جاد حقاً، وسوف نرى كيف ستسير الأمور، وإذا نجحت إدارة بايدن في ذلك، فيعتقد سموه أنه سيكون أكبر اتفاق تاريخي منذ الحرب الباردة، وسوف يبدأ بعد ذلك بالعلاقة مع إسرائيل، وهذه العلاقة ستكون مستمرة بغض النظر عمن يدير إسرائيل.

* *

يقول الأمير محمد إنه إذا ما تم التوصل إلى اتفاق بمنح الفلسطينيين احتياجاتهم، ويجعل المنطقة هادئة، فسنعمل مع أي شخص يكون على رأس المسؤولية في إسرائيل، وقد تجنب ولي العهد الدخول في التفاصيل، لأن التنازلات التي ستقدمها إسرائيل للفلسطينيين جزء من المفاوضات، وسموه يريد حياة طيبة للفلسطينيين، ويريد أن يستمر الحوار مع إدارة بايدن للتأكد من أنه سيصل إلى شيء جيد.

* *

في ذات السياق تحدث الأمير مجيباً المذيع عن تساؤله: كيف يتم تطبيع العلاقات مع إيران، وهي كما يقول عدو قديم، وفي عام 2017م هاجمت منشآت المملكة النفطية، بينما لا تطبع حتى الآن العلاقة مع إسرائيل؟.. وكان جواب الأمير: حسب الأوضاع والسياسات لدينا معركة طويلة مع إيران منذ عام 1979م، ولا نريد أن يكون ذلك هو النمط السائد في الشرق الأوسط، إذا كانت هناك فرصة للتغيير، والذهاب إلى الازدهار، وبناء المصالح، والعمل مع إيران، وجلب إيران للعمل مع الدول العربية والشرق الأوسط فلمَ لا؟، ونحن نفعل أفضل ما لدينا، وما نراه أن الإيرانيين يأخذون ذلك بجدية، ويقومون بكل ما بوسعهم.

* *

بهذا المنطق يتحدث الأمير، ويجيب عن الأسئلة، حديث الواثق، المطمئن على سلامة قوله، الحريص على المملكة ودول المنطقة، له نظرة بعيدة وعميقة بأن يرى المنطقة في حالة ازدهار، بلا عداوات، ومن غير حروب، هدفه أن تنعم شعوب المنطقة بالأمن والاستقرار والعيش الكريم.