تسعى أرامكو السعودية لتحسين المجتمعات التي تعمل فيها ويعد ذلك عنصراً رئيساً ومنهجاً تتبناه الشركة العملاقة منذ نشأتها في عام 1933 م، ويأتي ذلك من منطلق شعورها بالمسؤولية المجتمعية وحرصها الشديد والمستمر لإحداث توازن بين تحقيق الربحية، وحماية البيئة، والنمو والازدهار، فنجد من ضمن أنشطتها مبادرات نوعية لخدمة المجتمع على مستوى المملكة بشكل عام والمنطقة الشرقية بشكل خاص، وأخذت على عاتقها قيم المحافظة على البيئة كركيزة استراتيجية فأنجزت العديد من المشاريع الضخمة للمحافظة على تنوع الحياة الفطرية في البيئتين البرية والبحرية، ومن أبرز الأدلة على ذلك التزامها بالشؤون البيئية، وحرصها على اعتماد معايير الأيزو، وتوجيه الأداء البيئي عبر التحسين المتواصل، لذا يجدر بنا القول بأن شركة الزيت بذلك تتوسع عن دورها التقليدي والمختص بالنفط فهي ليست شركة طاقة وحسب بل حرصت على التجذر المجتمعي والخروج من عباءة النفط، فيمكن القول بأن «أرمكوا شركة ليست نفطية فحسب «.

- وعلى سبيل المثال لا الحصر، تحرص الشركة على إدارة النفايات بالطرق المثلى لكل مشاريعها، وذلك للتقليل منها وتشكيل فرص لإعادة استخدام النفايات وتدويرها والاستفادة منها، كما وضعت في مجال البيئة برامجاً ومشاريعاً كبيرة للمحافظة على تنوع الحياة الفطرية في البر والبحر حيث تم اطلاق حملات لتنظيف الشواطئ وتم تنظيم العديد من الحملات لاستزراع أشجار المنجروف في البيئات المناسبة من مناطق المملكة، وتحرص أرامكو السعودية على التصدي لمشاكل المناخ من خلال عدة حلول ومنهجية تعاونية وبذل الجهود لتطوير حلول لخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، كما تهدف لتحقيق الحياد الصفري للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في مرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول العام 2050.
- قد يتبادر للأذهان أن هناك تناقضاً بهذه التفاصيل، فكيف لشركة طاقة أن تسعى وتجتهد لتخفيف انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والإسهام في معالجة التغيّر المناخي، فذلك تحدٍ حقيقي يكمن في تلبية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة وإدارة الانبعاثات في الوقت ذاته باستخدام القليل، وتحاول أرامكوا السعودية بكل امكانياتها وما لديها من كفاءات ومؤهلات، ان تقدم مساهمات فعّالة لإيجاد حلول متكاملة وبطرق مبتكرة مع التأكيد على السعي لتلبية احتياجات العالم من الطاقة.
- وضمن المبادرات المجتمعية للشركة هناك مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، والذي يهدف لإحداث تأثير إيجابي لتثقيف المجتمع السعودي من خلال العديد من البرامج كما يسهم في تطوير كافة الأصعدة الثقافية والمعرفية من خلال الانفتاح على مختلف الثقافات، والجدير بالذكر بأن أرامكو السعودية حصدت العديد من الجوائز لعطائها في مختلف المناشط ومؤخراً كُرمت على اثر جهودهاً حيث حصلت على جائزة البنية التحتية والبناء لحرصها على اعتماد تقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وتحديداً منصة «آمر» التابعة للشركة، في حفل توزيع جوائز المدينة الذكية العالمية بإسبانيا، فأرامكو السعودية تبذل كل ما بوسعها لتطوير المدن الذكية على مستوى عالمي لتلبية احتياجات الافراد من الموظفين وذويهم عبر توفير الخدمات وسبل الراحة لتعزيز جودة الحياة بما يتوافق مع رؤية 2030.
- ولا يسعني من هذا المنبر الا أن أقول : تستحق أرامكو السعودية منا جزيل الشكر والعرفان على جهودها الريادية في المسؤولية المجتمعية بل وفي جميع مجالاتها.