- كلنا نعلم ان المنطقة الشرقية مرت عليها العديد من الحضارات القديمة الكلدانية والسومرية وكانت أحد المراكز المهمة للتجارة في العالم القديم، فطرق القوافل القديمة كانت تمر عبرها وترسي فيها حيث كانت مركزا هاما لتصدير اللؤلؤ والمرجان واستيراد وتصدير البضائع الآسيوية، وأنها لدلالة على اتساع حركة السفن والملاحة القديمة في الخليج العربي، وكأية منطقة بحرية من الطبيعي أن تغرق فيها السفن، وكانت الرياح مصدرا لحركة السفن في تلك الازمنة، فتتوقف لأيام وما ان تشتد الأعاصير فتغرق او تنتظر ان تشتد الرياح لترسو في منطقة وتترك أثرها على تلك السواحل.
- في المنطقة الغربية بحثاً عن الآثار الغارقة فقد مسحت عدداً من الجهات المتخصصة بعلوم الآثار الساحل الغربي من البحر الأحمر، عثرت فيه عن حطام سفن متعددة في عدد من المناطق المقابلة للساحل، وذكرت التقارير المختلفة عن وجود أكثر من خمسين سفينة غارقة، ومما لا شك فيه انه بالمنطقة الشرقية ما أن يبدأ البحث فيها عن الآثار الغارقة أننا سنكتشف على الأقل مثل ما اكتشف بالبحر الأحمر وربما أكثر وذلك لوجود العدد الكبير من الموانئ القديمة وعلى طول الساحل الشرقي وبفترات زمنية أقدم من تلك المتواجدة بالساحل الغربي، وقد أشارت الألواح المسمارية في بلاد الرافدين عن تجاره بالمراكب ما بين مدن سومر ومناطق دلمون والتي هي جزء من المنطقة الشرقية، أي اننا امام اكتشافات كثيرة ان ما فعّلنا البحث عن الآثار الغارقة البحرية وعن تلك الكنوز الاثرية، ولا ننسى في ذلك ما هو معروف بسنة الطبعة والتي عصفت فيها رياح شديدة أدت الى غرق العديد من مركب صيد اللؤلؤ بما حوت من كنوز.
- قد أشار تقرير وحيد عن الآثار الغارقة البحرية بالمنطقة الشرقية، صدر في أحد المجلات المتخصصة، لأول مسح أثري بحري على مستوى المملكة، ان في عام 1992 وأثناء موسم التنقيب في منطقة أبو زملول بالقرب من ميناء العقير، قام فريق غوص متخصص بتكليف من أمين المتحف الإقليمي اكتشف فيه كسراً كثيرة من الفخاريات المتنوعة من جرار ذات الثلاث مقابض إلى القدور الفخارية المفتوحة، وذكر التقرير انها ربما قد تكسرت عند وصولها لميناء العقير او اثناء تفريغ الحمولة، فألقيت للتخلص منها، وجاء بالتقرير ان هذه الفخاريات الاثرية نماذج من الفترة الإسلامية المتأخرة والتي تؤرخ الى القرن الثامن عشر الميلادي.
- هذا التقرير مؤشر عما يمكن العثور عليه في مناطق الموانئ القديمة في المنطقة الشرقية كموقع العقير وقرية ودارين وغيرها المنتشرة على طول الساحل الشرقي من الآثار الغارقة، كما اننا اليوم مقبلين على تطوير عقاري وانشائي كبير لساحل دارين وكذلك العقير من شركات عملاقة ونتمنى ان لا يشرع بتنفيذ هذه المشاريع الساحلية قبل التأكد من خلوها من الآثار الغارقة البحرية، لنحافظ على آثارنا وخلق توازن بين التنمية والمحافظة على الآثار فهي إرث وطني، ولعنا نعثر على مكتشفات أثرية تذهل العالم بأهميتها التاريخية والعلمية تشكل عام جذب سياحي للمنطقة تمشياً مع مستهدفات رؤية 2030.