في الوقت الحاضر، هناك حراك كثيف في قطاع الإعلام، وإصرار على جعله إعلاماً يليق بالطفرة الكبرى الشاملة التي تعيشها المملكة من خلال الرؤية الوطنية 2030، وحضورها العالمي المؤثر، وميزة هذا الحراك أنه يجري بتناغم واتساق بين كل الأجهزة الإعلامية التي تقع تحت مظلة وزارة الإعلام، ويديرها إعلاميون ذوو تجربة طويلة وخبرة مهنية ممتدة.

في النسخة الثالثة للمنتدى السعودي للإعلام؛ الذي عقد في فبراير الماضي، أزاح وزير الإعلام الستار عن كثير من مشاريع التطوير التي يجري العمل على إنجازها، ومن أهمها الاستراتيجية الإعلامية، إضافة إلى مشاريع ومبادرات هيئة الإذاعة والتلفزيون التي أصبحت في تحدٍ كبير مع نفسها بمنتجاتها المتميزة، وكذلك وكالة الأنباء السعودية، ومركز التواصل الحكومي، ولا تمر فترة إلا ونسمع عن إرهاصات لأفكار جديدة.

وفي سحور الإعلام قبل ليلتين وبحضور حشد كبير من الإعلاميين، تحدث وزير الإعلام باستفاضة عن الطموحات والتطلعات، وحدد أولويات الإعلام الرئيسية المتمثلة في: رأس المال البشري، الذكاء الاصطناعي، اقتصاديات الإعلام، والمؤتمرات واللقاءات الدورية، وهذه أولويات جوهرية تقوم عليها صناعة الإعلام في العالم، ولدينا كل الممكّنات لننجح ونبرز فيها، طالما الرؤية واضحة والإرادة موجودة والقدرات متوفرة.

دولة مثل المملكة بوضعها الراهن، داخلياً وإقليمياً ودولياً، تحتاج إلى إعلام ديناميكي متطور منافس، يخدم ثورتها التنموية غير المسبوقة في الدول الحديثة، بمحتوى ذكي ومؤثر تبدعه كوادر وطنية مؤهلة شغوفة، يوظف تقنيات العصر من أجل صناعة إعلامية متفوقة.

والحقيقة أننا رأينا النقلات التي تحققت في الإعلام خلال الفترة الماضية، لكننا الآن إزاء مشروع إعلامي متكامل قائم على أسس مهنية ورؤية خبيرة، نتطلع إلى رؤية نتائجه قريباً، ونأمل أن يستمر تطويره بشكل دائم لمواكبة المستجدات المتسارعة في الصناعة الإعلامية.