المملكة قدمت منذ فجر تأسيسها على يد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وإلى العهد الزاهر خدمات وتوسعات للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وأمّنت وصول الحجاج والزوار والعمار إلى المشاعر المقدسة ليؤدوا نسكهم بكل أمن وسلام وطمأنينة، وما زالت تقدم الكثير بطرق مبتكرة وتفاعل لحظي وتطورات يتم الكشف عنها عاماً تلو آخر نطوي الخطى، وننقش في مجمل مواسم الحج قصة نجاح كبرى للمملكة قيادة وحكومة وشعباً.

توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الكريمة، والمتابعة الحثيثة والقيادة المباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله - جعلت مواسم الحج استثنائية، واقتضت اتخاذ كافة الاستعدادات لتقديم الجهات والقطاعات الحكومية أفضل خدماتها لضيوف الرحمن.

استمرار المملكة في دفع جهودها المتواصلة لتسهيل قدوم ضيوف الرحمن لأداء مناسك الحج ضمن منظومة إلكترونية متكاملة بداية من الحجز الإلكتروني واختيار حزم الخدمات المرغوب بها وحتى الحصول على تأشيرة الحج والوصول بيسر وسلام إلى المشاعر المقدسة لا شك أنها تقدم بذلك لحجاج بيت الله تجربة متكاملة لأداء فريضة الحج بداية من رحلات الطيران، والسكن، والنقل، وخدمات الإعاشة، وخدمة المرشد المرافق للحجاج، وخدمات الدفع المتعددة، والدعم الفني، إلى جانب بطاقة الحاج الذكية التي تمثل هوية الحاج من خلال جهود متواصلة في تطوير التقنيات المتعلقة بها؛ لتسهم بشكل فعال في تنظيم وتسهيل العديد من الخدمات.

التميز الذي تضاهي المملكة فيه التجارب الدولية أصبح منهجاً يدرس بإدارة الحشود الضخمة، إذ يتم العمل ضمن منظومة محكمة تتكامل فيها البنى التحتية وتقنيات قياس الكثافات البشرية مع برامج التفويج المعدة مسبقاً وخطط الجهات الأمنية في إدارة وتنظيم الحشود، لتتكاتف تلك الجهود وتمكن جميع المسلمين من أداء مناسكهم بطمأنينة ويسر.

حج هذا العام كان حجاً مميزاً مختلفاً نظراً للجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، والتي ساهمت بشكل فاعل في تحقيق موسم مميز تضافرت فيه جهود كافة القطاعات - بفضل الله - لتيسير أداء ضيوف الرحمن نسكهم بكل راحة واطمئنان.