لطالما تساءلت ما الذي يدفع مغترباً هاجر لطلب الرزق كي يسيء إلى البلد الذي يعمل به أو المجتمع الذي يعيش بين أفراده، فينشر تغريدة مسيئة أو يصور مقطعاً مهيناً، فيعرض نفسه للمساءلة القانونية أو النقمة الشعبية ويتعرض للعقاب أو الطرد فيخسر مصدر رزقه ويفقد تضحية غربته ؟!

شهدنا في السعودية العديد من هذه النماذج، وانتهى بهم المطاف بالغرامة أو السجن لمخالفة قوانين الجرائم المعلوماتية أو الترحيل إلى بلدانهم وهم الذين غادروها هرباً من ضنك العيش والحاجة للعمل، واليوم نقرأ عن الحلاق السوداني الذي رحل من مصر إلى السودان، حيث يهرب الناس من الحرب والمجاعة، بعد أن استفز مشاعر المصريين بصورة خارطة تمس سيادة بلدهم على لوحة محل حلاقته، فما الذي كسبه بتلك اللوحة المستفزة؟! هل عادت الأرض المتنازع عليها إلى حدود بلاده؟! بالطبع الشيء الوحيد الذي عاد هو نفسه بعد أن فقد مصدر رزقه !

دائماً ينصح المهاجرون لطلب الرزق والمغتربون وكذلك السياح باحترام أنظمة البلدان التي يسافرون إليها وتقدير ثقافات المجتمعات التي يعيشون فيها حتى تصبح حياتهم أكثر استقراراً ويكون تحقيق أهداف السياحة أو طلب الرزق أسهل وأنفع، لكن البعض لا يستطيع أن يفصل بين الواقع الذي يجب أن يتكيف معه والتمرد الذي يعيش بداخله، فيرتكب الحماقات وينحرف للمتاهات وينزلق إلى المخالفات وينتهي به الأمر إلى الخسارة وربما الندم بعد فوات أوانه !

باختصار.. «يا غريب كن أديب»، فكن أديباً حصيفاً حكيماً في ممارسة حياتك، سواء كنت مغترباً أو سائحاً لتعود إلى بلادك سالماً غانماً !