العالم يتغير، ويتجدد ويتطور، يعيد اكتشاف إمكانياته من خلال البحث في إمكانية تغيير مفاهيم قديمة أسسها البشر على هذا الكوكب قبل سنوات وعقود؛ ليست خَرِفة أو بالية بل لم تعد تصلح لزمن يتبدد فيه ما كان في الماضي مبتكراً فلا يصلح ولا يمكن الاستمرار في مفاهيم، نظريات، ممارسات، معتقدات، ومنهجيات فقط لأنها وضعت من قبل أشخاص وكانت دستوراً، لأنها وقتية.إن العالم فعلاً تغير بعد الأزمة العالمية الأخيرة، أزمة «كوفيد»، اكتشف ضعفه في نواحٍ مهمة مثل الصحة والاستعداد الكامل لاحتواء أزمة عالمية، لتفادي تلك الخسائر البشرية التي حصلت أولاً، ومن ثم الاقتصادية والاجتماعية، وهي ذاتها الأزمة التي جعلتنا نعرف ونقرّ بإمكانيات كبيرة كنا نملكها وتحاشيناها زمناً لأسباب يعرفها البعض في وقتها ولم تعد مهمة لأنها ذابت، نعم تمكّنا جميعاً من استخدام التكنولوجيا الرقمية للتواصل والوصول للكل في آن واحد وفي مكان واحد. أيقنا أن العالم لا يحتاج لمساحات كبيرة من مبانٍ، مكاتب، خدمات، طاقة، إيجارات، كماليات وأساسيات من أجل أن ينجز، بل يحتاج إلى العقول الصحيحة، الملتزمة ذات الكفاءة لتجعل من كل المستحيلات، ممكنات مستقبلية.تجربة الاستقلالية من التواجد ضمن وقت معين، في حيز ما، ومكان ما ذي رقيب، لزمن فيه الإنجاز مقرون بالمرء ذاته لا مكانه أو أرضه. المرونة العالمية التي أصبحت اليوم اختصاراً في الزمن، حفظاً للموارد في يقين بأن الكثير يمكن أن ينجز في وقت أقل، ولا نقول هنا أن نصبح آلات خلف الشاشات، أو أن نغلق على أنفسنا في بيوتنا ولا نختلط ببعضنا، بل نقول: أن نصبح أكثر مرونة، وتقبلاً، وأن نعيش بتوازن أكثر وراحة.لقد تبنت الكثير من الحكومات، المنظمات، والمؤسسات والشركات العالمية بعد أزمة «كوفيد» أنظمة جديدة في العالم، سواء في التعيينات، أو في الممارسات اليومية، أو في فكرة الحضور إلى المكتب والانصراف ضمن زمن معين، لقد أصبحت أنظمة أكثر مرونة تنظر لما يمكن أن يسهل حياة الإنسان ويجعله ضمن دائرة الراحة التي قد يحتاج إليها أحياناً في سبيل استمراره فيما هو مطلوب منه أن يقدمه، الحالة الإنسانية في تبني الحكومات ومنها حكومة دولة الإمارات في مختلف إماراتها قرار العمل المرن، وإعطاء المرء حقة في اختيار ساعاته، وإجازته هي مرحلة انتقالية لإثبات قيمة التوازن فيما يتطلبه العمل وما يحرص عليه قادتنا من أهمية الأسرة والتوازن في الحياة. جميعنا يتطلع دائماً للتطور، والتغيير الذي سيغير حياة البشرية للأفضل، ونحترم الحكومات التي تنظر لذلك على رأس أجندتها وقراراتها.
- آخر تحديث :
التعليقات