حمد الحمد

أتابع ما يُكتب في وسائل التواصل من دعوات ومُطالبات تُطالب بالهدم وليس البناء أو التصحيح، وكما نعرف أن هدم مبنى أو أي مشروع أو كيان هو أسهل بكثير من البناء، وللأسف الدعوات تأتي من أصوات بأسماء معروفة أو أسماء مُستعارة أو حسابات وهمية منها:

دعوات تُطالب بإلغاء انتخابات الجمعيات التعاونية واتحادها!

دعوات تُطالب بإلغاء انتخابات جمعيات النفع العام!

دعوات تطالب بإلغاء انتخابات المجلس البلدي وإلغاء المجلس.

دعوات بإلغاء أي انتخابات تدعو لمُشاركات شعبية.

دعوات تطالب بإلغاء الانتخابات الطلابية!

... هكذا دعوات هي ببساطة تُطالب بالهدم وليس البناء، نعم هناك سوء إدارة في بعض الجمعيات التعاونية وهنا نحتاج لإصلاحها وليس الإلغاء، ودور باهت للمجلس البلدي لكن لا يُعقل أن نهدمه وله تاريخ طويل وإنجازات، فهل نُطالب بإلغاء دور جمعيات النفع العام وبعضها له كيانات مُهمة منذ ما قبل الاستقلال وساهمت وتساهم بنهضة البلد الثقافية والاجتماعية.

أتابع تلك الدعوات التي يصدر بعضها عن أسماء وكيانات ليست ضمن نطاق المسؤوية تُنشر في وسائل التواصل وخاصة في منصة إكس، ويوم وآخر تكبر وتكبر حتى تصبح كأنها مُطالبات شعبية وهي ليس كذلك، فهل نأتي في يوم ونزيل تلك الكيانات من دون أن يكون هناك بديل. وأخيراً وبناء على بعض تلك المطالبات قام مجلس الجامعات الحكومية بتعليق ووقف الأنشطة الانتخابية في جميع مراحل التعليم العالي داخل وخارج الكويت وإلغاء اتحاد طلبة الكويت.

هل يُلغى اتحاد طلابي وتوقف الانتخابات رغم أن الاتحاد غير مُشهر بالأساس لكن عمره نصف قرن، وقيل إن السبب ما يحدث بالانتخابات من نزاعات قبلية تفرق المجتمع الطلابي، لكن تلك الصيحات والمشادات تحدث منذ سنوات طويلة، ولها صوت أيام الانتخابات وبعدها الطلبة يعودون أحبة، وأنا كنت طالباً بالجامعة عام 1974 حيث كنا نشارك بالانتخابات، وكانت أياماً سعيدة لا تتعدى يومين وتنتهي أي نزاعات أو صيحات أو مشادات.

هذا القرار، لم يأخذ بالاعتبار جانباً آخر مهماً وهو أن فروع الاتحاد في كل دول العالم من مصر إلى الأردن إلى أميركا وأوروبا وغيرها، إنما تقوم بدور كبير في توعية الطلبة الجُدد وتدعم الطلبة عند الأزمات وتقديم العون عند أي صعوبات، وتخلق التآلف والتعارف بين الطلبة في الغربة، وتقيم احتفالات بمناسبة الأعياد الوطنية.

الآن أغلق الأصل والفروع ما هو البديل لا أعرف؟

فعلاً الهدم سهل، لكن البناء صعب جداً جداً.