فيصل سليمان أبومزيد
عبر عشرات السنين التي تخللتها المواقف الداعمة والمتبادلة، تشكلت علاقة دولة الإمارات وسلطنة عُمان، وازدادت رسوخاً بحرص قيادة البلدين على توثيق عرى الأخوة تأكيداً لوشائج القربى ومنظومة القيم والعادات الأصيلة التي تجمع الشعبين الشقيقين.
من هذا المنطلق هنأ شيوخ الإمارات الكرام سلطنة عُمان قيادة وشعباً بمناسبة اليوم الوطني الـ54 للسلطنة، الذي يصادف 18 نوفمبر من كل عام. هذا الاهتمام غير العادي بالمناسبة يعكس عمق العلاقة والحرص على المحافظة على توطيدها بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان الشقيقة.
تجلت مظاهر الاحتفال فيما صدر عن شيوخنا الكرام، وفي مقدمتهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من تصريحات تؤكد المضي قدماً على طريق تعزيز العلاقات مع السلطنة بما يحقق صالح الشعبين ويعزز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.
كما حرصت وسائل الإعلام في الدولة على استثمار الفرصة لإلقاء الضوء على النهضة العمرانية والإنجازات الحضارية التي تحققت على أرض عُمان برؤية تستشرف المستقبل.
تشرفت بزيارة السلطنة أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، ورأيت بعين المواطن ما لا يمكن إغفاله، حيث تشهد البلاد في عهد السلطان هيثم العديد من الإنجازات، في مقدمتها تحديث مسيرة العمل الوطني وتسريع عملية تحقيق أهداف الرؤية المستقبلية «عُمان 2040»، التي تنفذ على مدى أربع خطط تنموية متتالية بهدف تنويع وتعزيز الاقتصاد الوطني، وتحقيق نمو مستدام بمعدل 5% سنوياً، مع زيادة متوسط دخل الفرد بنسبة تصل إلى 90%.
على صعيد العلاقات الثنائية، فإن العلاقات الأخوية والشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان قديمة ومتجذرة، وتشهد في الوقت الراهن تطوراً ورسوخاً في ظل دعم ورعاية القيادات الحكيمة وحرصها على تعزيز التعاون والعمل المشترك ودفعه إلى آفاق أرحب بما يعزز المصالح المشتركة لكلا الجانبين.
حجم العلاقات التجارية والاقتصادية كبير، فالإمارات تعد أكبر شريك تجاري للسلطنة، وهي أكبر مصدر إلى عُمان، وأكبر مستورد منها، وتستحوذ على أكثر من 40% من مجمل واردات عُمان من العالم، في حين تستأثر بنحو 20% من صادرات عُمان إلى الأسواق، وقد بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال العام الماضي 51 مليار درهم.
جوهر العلاقات الإماراتية العُمانية لا يكتفي بميراث الماضي، لكنها تزيده وتعمقه بما يعكس وحدة المصير المشترك، وظهر ذلك جلياً في حديث صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، حين قال: «بينما تفرح عُمان بيومها الوطني فإن الفرحة تمتد إلى الإمارات وشعبها؛ لأن فرحتنا واحدة، وتجمعنا القرابة والجوار والمصير المشترك».
التعليقات