سافرت إلى إيطاليا بدعوة من حاكم منطقة ومدينة صغيرة تُعرف باسم أكوي ترمي. وتنطلق من هذه المدينة جائزة عالمية تعرف باسم «أكوي استوريا» وهذه الجائزة تعود بداياتها إلى 57 عاماً مضت. وقد خُصصت لتكريم الجنود الإيطاليين الذين ماتوا في الحرب العالمية الثانية. ولذلك يقوم رئيس الجمهورية بإرسال رسالة سنوية لكل من يتم اختيارهم لهذه الجائزة.

أكتب في هذا الموضوع لأنني أتمنى أن تكون هناك جائزة في عالمنا العربي للمؤثرين في مجال الصحافة والأدب والثقافة والرياضة والفن، يتم اختيارهم عن طريق لجنة عليا تفحص تاريخ كل من يتم ترشيحه للحصول على الجائزة.

نعود إلى إيطاليا؛ حيث تم اختيار 14 شخصية عالمية من الرجال والسيدات المبدعين في كثير من المجالات. وكان من بين المرشحين في مجال الرياضة فابيو كابيللو، وهو من عمالقة كرة القدم، لاعباً ومدرباً؛ حيث درَّب منتخبَي إنجلترا وروسيا، وفريق ريال مدريد. وكان هناك أيضاً كاتب أطفال أميركي. وجاء اختياري من ضمن المؤثرين إعلامياً؛ أي أن البرامج التي ظهرتُ فيها -وبخاصة البرامج التسجيلية- كان لها تأثير على ثقافة المواطنين.

وقد أشار المحكِّمون إلى الفيلم الأخير الذي عرضته منصة «نتفليكس» عن حفائر منطقة سقارة، وعُرض الفيلم باسم «الهرم المفقود». وشاهده الملايين في كل مكان. وقد حاضرتُ قبل التكريم نحو ألف طفل وشاب في سن نحو 16 عاماً، عن اكتشافات وادي المومياوات الذهبية، ورحلتي للكشف عن كليوباترا.

وجاء يوم التكريم؛ حيث قدَّم الحفل المعلِّق والمقدم التلفزيوني الشهير روبرتو جاكوب. وجاء محافظ المنطقة ليعلن الجوائز، وكذلك عمدة المدينة. وبعد ذلك جاءت رسالة رئيس الجمهورية. وكان جاكوب يعلن عن اسم المرشح للجائزة، ويتم تقديمه من خلال عمل برنامج عن الشخص وأهم أعماله، ويقوم المعلق بإعلان سبب الاختيار. وبعد ذلك يأتي الشخص ويتحدث عن أهم أعماله التي يفتخر بها خلال مشواره في الحياة. تم يأتي موعد تسليم الجائزة، ويقدمها المحافظ أو أحد السياسيين. وقد استغرق الاحتفال نحو 3 ساعات.

وبعد ذلك، تم تصوير جميع الحاصلين على الجوائز، وأقيم حفل عشاء لتكريمهم.

هل يمكن أن نرى مثل هذا التكريم في عالمنا العربي؟