سلطان ابراهيم الخلف
وقعَ الإرهابي نتنياهو في الفخ الذي نصبَه لنفسه، بشنّه حرب إبادة على سكان غزة المحاصرة، حيث اعتمدت أخيراً محكمة جرائم الحرب الدولية مذكرة اعتقال له
ولوزير دفاعه السابق غالانت، بعد الأدلة الدامغة عن تلك الجرائم من قتل جماعي وتجويع، وأصبح الاعتقال نافذاً، وملزماً للدول الموقّعة على نظام روما الأساسي، وهي 124 دولة بما فيها دول الاتحاد الأوروبي، التي قال عنها وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، إنها ملزمة بتنفيذ الحكم، كحكم قضائي وليس سياسياً. وقد شذ عن ذلك الرئيس المجري أوربان، الذي رفض قرار الاعتقال، وهو موقف غير مسؤول، من بين الزعماء الأوروبيين الذين احترموا حكم المحكمة وأيّدوه.
وقد علّق جيفري روبرتسون، القاضي الأممي السابق في جرائم الحرب على حكم الاعتقال بقوله: «نتنياهو أصبح هارباً دولياً»! وللمرّة الأولى في تاريخ الكيان الصهيوني يدان رئيس وزراء صهيوني من قبل محكمة جرائم الحرب الدولية، بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، ما يعتبر فضيحة لهذا الكيان الذي طالما تظاهر بالمظلومية، حيث رفض الحكم واعتبره معادياً للسامية، مع العلم أن المدعي العام للمحكمة الجنائية كريم خان، استعان بستة خبراء قانونيين دوليين، من بينهم ثيودور ميرون، وهو يهودي نجا من الهولوكوست، وقد صادق مع الستة على مذكرة الاعتقال للإرهابي نتنياهو، بناءً على الأدلة الجنائية المقدمة، وكان ذلك بمثابة صفعة للصهاينة، وموقف يدحض ادعاءهم بأن الحكم معادٍ للسامية.
اللافت للنظر، أن الرئيس الأميركي العجوز بايدن، دافع عن نتنياهو واعتبر الحكم شائناً! بينما النائب ليندزي غراهام، فقد عقله بعد صدور الحكم، وهدّد من على شاشة فضائية فوكس «بسحق اقتصاد أي دولة حليفة، كندا، بريطانيا، ألمانيا أو فرنسا، في حال مساعدتها المحكمة الجنائية الدولية».
ويعتبر السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام، من النواب المخضرمين والفاعلين في الكونغرس الأميركي، وتعليقه يمثل موقف الغالبية من النواب الجمهوريين، الذين يخضعون لسيطرة منظمة أيباك الصهيونية، التي لولا دعمها المالي لهم، لما أمكن وصولهم إلى مقاعد الكونغرس الأميركي. وهذا سبب الدفاع المستميت الجنوني للسيناتور غراهام عن الإرهابي الصهيوني نتنياهو، والهجوم غير المبرّر على محكمة جرائم الحرب الدولية، وتهديد من يعتبر أحكامها ملزمة، علماً بأنه بارك حكم المحكمة في العام 2023 باعتقال الرئيس الروسي بوتين وأيّده بقوة.
قرار محكمة جرائم الحرب الدولية باعتقال الإرهابي نتنياهو يعتبر قراراً شجاعاً غير مسبوق، في فضح الممارسات الصهيونية الإجرامية التي تحظى بغطاء أميركي خلال عقود من الاحتلال، حين تحدى كريم خان التهديدات الأميركية، المبطنة بتعريض حياته للخطر، أو محاولتهم اتهامه بارتكاب جريمة اغتصاب.
الموقف الأوروبي الرسمي كان واضحاً بالتزامهم بالحكم، واحترام القضاء الدولي، على عكس الموقف الأميركي الرسمي الذي أثبت أنه لا يحترم القضاء الدولي، ويتحدى العالم الذي يطالب بوقف حرب الإبادة على غزة، وتقديم الإرهابي نتنياهو للعدالة.
هذه حقيقة أميركا، راعية للإرهاب وكشفتها حرب الإبادة على غزة، وكان آخر عمل إرهابي قامت به أميركا هو استخدامها الفيتو الرابع في 20 من الشهر الجاري، بنقض قرار مجلس الأمن الداعي إلى وقف الحرب في غزة دون شروط.
التعليقات