ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة، من انتهاكات لحقه في أرضه.. اختزله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إعلانه بأن غزة هي «مشروع استثماري»، الأمر الذي لا يمكن ان نصفه سوى بأنه «احتقار حقيقي» لمبدأ جذور الشعوب في أرضها، مما يتطلب فزعة شعبية إنسانية، ولن أقول دولية.
وكما خرجت شعوب العالم، وخاصة في الغرب وأمريكا، بمظاهرات أثناء مذابح وتهجير وإبادة أهل غزة، يجب أن يضاهيه ويسبقه خروج الشعوب العربية مندّدة ورافضة لهذا الكلام البعيد عن المسؤولية واحترام حقوق الشعوب.
إلا انني أتمنى أن تقوم أمريكا، وشركات ترامب بالأخص، بإعداد أرض غزة للإعمار، عن طريق إزالة ما دمرته الآلة العسكرية الإسرائيلية، وما نجم عن قصف المدن الفلسطينية بآلاف الأطنان من القنابل ذات القدرات العالية في القتل والردم، بتعزيزات من الآلة العسكرية الأمريكية، وأن تتولي جرافات ترامب انتشال أجساد الأطفال والأمهات والآباء وكبار السن، الذين دُفنوا أحياء تحت ركام المباني بعد قصفها.
أتمنى أن تُشحن هذه الجثث، وخاصة جثث الأطفال في توابيت ترص حول بيت الرئيس ترامب، ليزورها أبناؤه وأطفال الشعب الأمريكي، ليعي كلهم مخاطر ما تقوم به الإدارات الأمريكية، وخاصة الأخيرة، بحق الشعوب المستضعفة.
سؤال يردده الكثيرون، المفكرون والبسطاء، إلى أين سيأخذنا الرئيس الأمريكي الحالي ترامب؟ وما مصير الدول والشعوب، التي خصصها بتهديداته وتطبيق رؤيته عليها من دون مراعاة لسيادة كل هذه الدول؟
الشعب الفلسطيني أحق قبل غيره بإرضه ووطنه، وهذا الشعب الصامد، وكما شهدناه في أقسى ظروفه، نازحاً من مكان إلى آخر من دون مسكن أو مأكل أو حتى ملبس، عصي على أن يسمح لترامب بتنفيذ رغبته وخطته الاستثمارية.
هذا الشعب يحتاج إلى من يقف وراءه ويسنده، ولو بصوت عالٍ، رافضاً وبشدة تنفيذ هذا الطموح الزائف، وسيوحّد الشعوب العربية والإسلامية الرفض بصوت عالٍ، وهو أقل ما يمكن أن يُقدّم للشعب الفلسطيني.
إقبال الأحمد
التعليقات