عادل المرزوقي

نعيش أياماً تتعالى فيها وتيرة الحروب التجارية والنزاعات الاقتصادية، وتتقلب معها معايير الأسواق العالمية ما بين صعود وهبوط حذر، وتلحق بأسعار الذهب نحو مستويات قياسية، ووسط كل ذلك يتجلى هدوء الإمارات التي أدركت منذ اللحظة الأولى أهمية استشراف المستقبل، وعملت على تمهيد الطريق إليه وتعزيز مكانتها على الخريطة العالمية، كدولة فاعلة استراتيجياً واقتصادياً، وهو ما لمسناه في زيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى الهند.

والتي شكلت رسالة استراتيجية جاءت في توقيت ذكي تزامن مع اختلاط أوراق التجارة العالمية، وارتفاع حدة المنافسة بين الدول، لتسهم هذه الزيارة في رسم واقع جديد في خريطة العلاقات الدولية، القائمة على التوازن وترجيح العقل والعدالة، والاستفادة من الفرص المتاحة.

في نيودلهي ترسخت صورة الإمارات ومكانتها كشريك استراتيجي يتجاوز حدود الجغرافيا، حيث تسعى الدولة إلى تعزيز علاقاتها مع الهند للعمل معاً على صُنع مستقبل مشرق قائم على توظيف الأفكار المبدعة والابتكار والتكنولوجيا للنهوض بقدرات مختلف القطاعات الحيوية، وهو ما تجلى في توقيع العديد من الاتفاقيات الهادفة لتشكل جسور تواصل بين الطرفين، وليبدو ذلك بمثابة إشارة إلى نظرة الإمارات تجاه علاقاتها الدولية.

البُعد الاقتصادي قد يبدو أجمل ما في هذه الزيارة، بدءاً من افتتاح مكتب غرفة دبي في بنغالورو، إلى زيارة بورصة بومباي، وصولاً لإعلان موانئ دبي العالمية وبحضور سموه البدء في بناء «بهارات مارت» في دبي.

زيارات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، كانت محسوبة بعناية فائقة، وتعبر بشكل واضح عن قوة العلاقة بين الإمارات والهند، وهو ما يجعل الزيارة بمثابة خارطة طريق جديدة في العلاقات الدولية، ما يؤكد أن الإمارات لا تنتظر الفرص، بل تخلقها... بعقلٍ يقرأ ما بين سطور الاقتصاد، وقلبٍ يُصغي لنداء الواقع والتغيرات العالمية.

مسار:

لا تنتظر الفرص بل اصنعها، وكن شريكاً في صناعة المستقبل.