خالد بن حمد المالك
مرَّ عام على سقوط بشار الأسد، وفراره إلى روسيا، وظل على مدى عام كامل ملتزماً الصمت، وملتزماً بمتطلبات إقامته في روسيا، حتى أن أحداً لم يعد يعرف عنه شيئاً إلى أن تمت التسريبات للتسجيلات في الذكرى الأولى لسقوطه.
* *
ومع هكذا الذكرى، وبينما كان السوريون يعبِّرون عن فرحهم، كان الرئيس السوري السابق يتحدث عن تسجيل سابق له، بما لم يعد مقبولاً، ويُهين عناصر من قوات الأمن والشرطة والمسلحة في مشاهد جمعته بمستشارته السابقة لونا الشبل.
* *
لكن انحطاط الرئيس وصل إلى الاستهزاء من اسم عائلته، داعياً إلى ضرورة تغيير اسمها إلى حيوان آخر، وكأنه لا يعرف أنه تم تغييره، وأن التغيير وصل إلى العمق والجذور، ولم يعد هناك ما بقي مما يحتاج إلى تغيير.
* *
وهذه التسريبات الصوتية المصورة من غير المعروف مصدرها، ومتى تم تسجيلها، ولا مصلحة بشار الأسد منها، ولا ارتباط لها بما تم تداوله قبل هذه التسريبات من أن ماهر الأسد، يبدي تحركاً مع عناصر موالية للنظام السابق لإيجاد متاعب للنظام الجديد.
* *
بشار ونظامه هم الآن في مزبلة التاريخ، ومن الماضي الذي لن يعود، وأياً كانت التحركات، والمقاطع، فلا ردود فعل محترمة لها، فالسوريون بكل انتماءاتهم هم وطوائفهم ضد نظام كان جاثماً على صدورهم على مدى سبعين عاماً.
* *
وبالتالي فلا أمل للعودة للحكم بالحديد والنار، بعد أن تحرَّرت البلاد من الظلم والقهر والتسلُّط، والمعاملة غير الكريمة مع المواطنين، والعمالة مع إسرائيل، وقوى وميليشيات متسلِّطة غير سورية، وليس لها من دور سوى حماية النظام.
* *
ومع كل هذا، فقد مر عام على نجاح الثورة، وبأقل الأضرار، وقدرة الشعب السوري على مواجهة قوات بشار، وانتزاع النظام منه في فترات كان الجيش مدججاً بالسلاح، ومدعوماً من دول وميليشيات لها مصلحة في استمراره.
* *
وإذا كان من مستقبل لسوريا، تتجاوز فيه معاناتها وتحدياتها، ومنع أي مساس بمصالحها، فإن هذا يتوقف على التفاهم بين الكتل السورية، ووضع حدود لأي خلافات بين السوريين على مسيرة البلاد، والبعد عن أي تعاون أو تفاهم مع إسرائيل وأعداء سوريا، والعمل على ضمان عودة سوريا إلى ما يحقق أمنها وازدهارها.
* *
على أن على السوريين، وما هو مطلوب منهم، التأكد من أخذ الخطوات التصحيحية لإصلاح ما أفسده نظام بشار الأسد، وعدم تمكين قوى أجنبية من العبث بمصالح سوريا والسوريين، وتطهيرها من القوات الأجنبية، فلا استقلال مع سيطرة ميليشيات أجنبية، وقوات غير سورية على البلاد، والعاقل من اتعظ بأحداث سبعين عاماً من حكم حافظ الأسد وبشار الأسد.















التعليقات