يعود أصل كلمة جنجفة أو گنجفة Ganjifa إلى الفارسية، وربما يعود لاسم من اخترع لعبة ورق فارسية تشبه ورق اللعب العادية، الصينية الأصل في الغالب، وكان الاسم يُستخدم في بلاد فارس، قبل أن يتغير إلى «باسور»، وليبقى الاسم القديم متداولا في الكويت بالذات، التي سبقت غالبية جيرانها في الانفتاح على العالم، لأسباب معروفة.
يسمي المصريون ورق اللعب بـ«كوتشينة»، وفي اليمن يسمى «بته»، واسمها «الشدة» في بلاد الشام، أما في العراق فاسمها «الباصرة»، ربما لأنها كانت تستخدم في التبصير أو معرفة الغيب، وفي بلاد المغرب تسمى «كارطة»، وغالبا تعني «الكرت».
يقال ان أصل أو اختراع ورق اللعب يعود للصين، حيث كانت تصنع كل ورقة يدويا، وكان ذلك في القرن التاسع الميلادي، قبل أن تنتشر في العالم أجمع، مع انتشار الطباعة الحديثة. وعرفها العرب عن طريق المماليك، خلال فترة حكمهم، من القرن 13 حتى القرن 15. كما وصل ورق اللعب لأوروبا، عبر اسبانيا، في الفترة نفسها، لكنها بقيت، كغيرها من المستجدات، محصورة ضمن الطبقات الأرستقراطية، قبل أن تنتشر بين العامة، مع اختراع الطباعة.
كانت أوراق اللعب الأوروبية، في مراحلها المبكرة عبارة عن قطع فاخرة مرسومة يدويًا، لكن إدمانهم عليها جعلها تتعرض لشبه ثورة في المصنعية والشكل واللون والتسمية، وفي إدخال ألعاب جديدة عليها، مع بقاء الأعداد والألوان كما هي. شملت الابتكارات الفرنسية، الأكثر تأثيرا، جعلها في مجموعات ثنائية اللون وقابلة للطي، مما ساعد على التعامل السهل معها أثناء الألعاب، وإطالة أمد استخدامها. كما كان للصناعي البريطاني الشهير «توماس دي لارو» Thomas de la Rue (مواليد جزيرة غيرنزي 1793 - 1866) دور كبير، في القرن الـ19، في تطوير صناعة ورق اللعب الإنكليزية. فقد كان شخصا حاذقا متخصصا في صناعة قبعات القش والطباعة عليها، من خلال شركته في لندن، عام 1813. ثم توسع عمله ليشمل طباعة الصحف وأوراق الكتابة وغيرها. وفي 1831 حصل على أول براءة اختراع لطباعة أوراق اللعب بطريقة متطورة، وأحدث طفرة في نوعية الورق المستخدم، الملمّع والملون والعالي الجودة. كما أدخل الألوان الجميلة في الطباعة، ويعتبر «دي لارو» الأب الروحي لورق اللعب الإنكليزي. وقد تطورت تاليا أعمال شركته لتشمل الطوابع البريدية والنقود الورقية والمعدنية، وجوازات السفر، وأصبحت أكثر من 50 دولة حول العالم تتعامل مع الشركة، لتميزها في نظام السرية المتبع لديها، والذي يصعب اختراقه، مع جودة منتجاتها وأعمالها، ولا تزال De La Rue، إحدى أكبر شركات الطباعة الأمنية في العالم حتى اليوم، وما زال اسمها مرتبطًا بصناعة وطباعة ورق اللعب والأوراق الأمنية العالية القيمة، وكانت، وربما لا تزال، الشركة التي تطبع عملة الكويت الوطنية، علما بأن طباعة «ورق اللعب»، الجيد النوعية، لا يختلف في سريته وتخصصه، عن طباعة العملات، خاصة أوراق اللعب التي تستخدمها كازينوهات القمار.
يحتوي ورق اللعب على 52 ورقة، ويمثل ذلك عدد أسابيع السنة. أما مجموع أرقام أوراقها فيبلغ 364، تصبح 365 بإضافة الجوكر الكبير لها، ويمثل ذلك عدد أيام السنة العادية. ويصبح العدد 366، بعد إضافة الجوكر الصغير لها، ويمثل ذلك عدد أيام السنة الكبيسة.
أحمد الصراف















التعليقات