الحقيقة، لا جديد في موقف النظام الإيراني الرافض للحقوق الديموقراطية والإنسانية للشعب الكوردي والتصريحات الأخيرة لمسؤولي النظام المتسترة بالدعوة لحماية وحدة العراق. والرافضةلحق الشعب الكوردستاني في اجراء الاستفتاء الشعبي العام لتقرير مصيره جزء من سياسة النظام وتوجهاته العقائدية وممارساته اليومية لا ضد الكورد فحسب وانما ضد العرب والبلوش والاذريين وحتى الفرس انفسهم الذين يتطلعون الى الحرية والعدالة والديموقراطية وليس غريبا عودة التوصيف المعروف لإيران في عهد النظام الشاهنشاهي باعتبارها سجنا للشعوب!
الموقف الإيراني بالإضافة الى كونه تدخلا سافرا في شأن العراق الداخلي الذي لايزال رغم أوضاعه المتأزمة دولة قائمة ومعترف بهاوموضوع الاستفتاء، كما اكدت القيادة الكوردستانية مرارا وتكرارا، يمر عبر التفاهم والحوار والاتفاق مع بغداد، يعبر أيضا عن جوهر سياسة النظام الإيراني في الوقوف بوجه اية تغييرات ديموقراطية في المنطقة والإصرار على إعادة عقارب الساعة للوراء وهي سياسة عقيمة محكومة بالفشل بكل المقاييس ومن غير الممكن فرضها بالقوة فايران لم تعد اللاعب الوحيد والرئيس في المنطقة ومن المؤكد انه لن يسمح لها بالتمدد اكثر فاكثر وما تحجيم دورها في الملف السوري الا البداية ولذلك وعلى الرغم من الإمكانات المتواضعة لكوردستان قياسا بقدرات ايران السياسية والعسكرية فان أي تدخل إيراني، اغلب الضن، سيجد نفسه عاجلا ام اجلا في مواجهة التحالف الدولي ضد الإرهاب لما للشعب الكوردي من دور بارز في التصدي للإرهاب العالمي ويشكل القوة الرئيسة المقاتلة على الأرض ولعله من المفيد الإشارة الى تدخل قوات التحالف الدولي والولايات المتحدة الامريكية وتواجدها في المنطقة الحرام بين القوات التركية والفصائل الكوردية منعا لأي احتكاك ومن الممكن جدا ان تضطر قوات التحالف الدولي الى نفس السيناريو وإقامة منطقة عازلة على طول حدود إقليم كوردستان مع جمهورية ايران الإسلامية من حيث ان أي تهديد لكوردستان وشعبها هو تهديد يصب في صالح الإرهاب العالمي ويحول دون قدرة الشعب الكوردي في المساهمة في الحرب الدائرة ضد قوى البغي والشر والتخلف.
إيران بمعاداتها لحقوق شعب كوردستان، تقترف خطأ تاريخيا كبيرا وتغامر بخسارة اخر من يحترم خصوصيتها وعلاقات حسن الجوار معها فأي اعتداء على الإقليم والوقوف بوجه إرادة شعب كوردستان لن يمر بلا تبعات مؤلمة خاصة وإيران غارقة في العديد من المشاكل والأزمات وتعيش في محيط عدائي تماما بسبب سياساتها وتدخلاتها المرفوضة.
التعليقات