سكان البصرة بل الجنوب كله ومنذ وقت طويل يعانون من مشاكل كثيرة مع مياه الشرب&وسقي المزروعات. وكانت المشكلة تتفاقم&عاما&بعد آخر دون أن تكترث&لها&لا الحكومة المحلية ولا المركزية، وقد بلغت اليوم ذروتها القاتلة فقد تسم آلاف&الناس هناك&وغصت بهم المستشفيات العاطلة الملوثة&أصلا وهم في محنة الموت تسمما أو عطشا!&واكتظت&شواطئها المنحسرة بالأسماك والحيوانات النافقة!
ويعمل الناشطون على إعلان مدينتهم وما حولها منطقة منكوبة تقتضي تدخل المنظمات الدولية والإنسانية لإنقاذها، فأعضاء الحكومة&والطبقة السياسية مشغولون&في تجديد البيعة لأنفسهم&عبر&انتخابات فاسدة ومزورة&وقاهرة للشعب!&&
كانت&البصرة محاصرة&منذ وقت طويل،&كأنما هي&تعاقب لأنها بدأت&انتفاضة&الجنوب&منذ سنوات&ولا تزال ممسكة بنواتها وجمرتها!&
لقد دأب الإيرانيون على قطع الروافد المائية عن مجرى المياه العراقية وأحواضها وأهوارها، بل هم يطلقون&إليها&النفايات الكيميائية ومياه البزل المالحة مع شحناتهم الأخرى من الأدوية المسمومة والأغذية التالفة&وصفائح المخدرات&المهربة.&كل ذلك جرى&بسكوت وتواطؤالحكومة&في بغداد&اللاهثة عن مظلة لحكمها الطائفي!
واليوم وقد بلغ الغضب الشعبي مرحلة العصيان المدني وهو الذي&يردع ويشل السياسيين في بغداد اليوم عن&إعلان نتائج&صفقاتهم&حول مائدة&سرقة إرادة الشعب فقد شدد&الإيرانيون وأصحابهم&من أزمة البصريين وتضييق الخناق عليهم!&
فشل الحكومة في إدارة أزمة الموارد المائية&وسوقها&بهذه الطريقة&السيئة&ينم عن ضحالة في الخبرة والمعرفة وتدن مهين في الشعور بالمسؤولية&، كما يشير إلى&نوايا في استعمال الماء في تطويع الشعب وترويضه!&
إنها سلسلة حصارات على العراقيين لإجبارهم&على تجرع الحكم الطائفي&الفاشل والخاضع لإيران! &
حصار الفساد الذي نخر حياتهم، حصار الإرهاب وليد الفساد والنهج&الديني الظلامي&للمتعصبين المتربعين على السلطة، حصار التمييز المذهبي والقومي والعشائري،حصار انعدام الخدمات وفي مقدمتها الرعاية الصحية والكهرباء، حصار البطالة والعطالة&فهي من النسب الأعلى في العالم ويزاد عدد الذين هم تحت خط الفقر&يوما بعد آخر.&حصار&البكاء واللطم والتطبير شبه الإجباري على مدار السنة&وما&ينجم عنه من&تعطيل&لدوائر الحكومة&وقطع الطرقات&والعمل العام وما يشيعه&من&كآبة ويائس&وكره للحياة!&
حصار القائمين على المؤسسات الثقافية الذين&خربوا&الثقافة وأهملوا المثقفين وهدموا&المباني التراثية ومظاهر الحضارة الوطنية للبلاد. &حصار تزوير الانتخابات وتحويل الديمقراطية والحكومة إلى طبخة فسنجون!
ورغم ما قد يبدو&في البلاد&من مظاهر حرية الرأي أو النشر العلني في الصحف والفضائيات لا يزال الصحفيون والكتاب والمدونون والمفكرون يجابهون بالقتل&و&الخطف. وبعد قتل الحلاقين وباعة الخمور يقتلون&في هذه الأيام&طبيبات التجميل&كرها بالجمال وتشبثا بالقبح والبشاعة المطابقة لسياستهم ووجوههم!&
بعد كل هذا ينبري ساسة من&الأحزاب الطائفية ليبكوا على الإيرانيين،&مطالبين باقتطاع لقمة العراقيين من أجلهم، لكي لا تضار حياتهم تحت الحصار الأمريكي .&بل إن أحدهم طالب بمنح إيران&تريليون ومائة ألف دولار من أموال العراق &عن تكاليف الحرب مع إيران منكرا أن الخميني هو&الذي&أطالها لثماني سنوات ولم يوقفها إلا بعد&أن هزم&وتجرع كأس السم.&وإن العراقيين هم من لهم الحق بهذه التعويضات!
هؤلاء&المعممون&فقدوا الحياء والضمير&ويصعب&أن يبكوا على شعبهم ويعيدوا له ما سرقوه من أموال وقصور وثروات هائلة!&
فلو عاش الإيرانيون في ظل حصار أمريكي 15 عاما&قادمة&(وهذا لا نتمناه لهم) لما وصلوا إلى ما&هو عليه العراقيون&اليوم&!
حسب الاستطلاعات العالمية تعد بغداد من المدن الأكثر خطرا في العالم على حياة من يعيش فيها ، مياهها وشوارعها ملوثة في جوانب كثيرة منها كالبصرة تماما، لكن&الأكثر تلوثا وفسادا فيها هم طبقتها السياسية التي أدمنت مناصبها&وسرقاتها&أكثر من مدمني الكحول&والمخدرات،&وهم أصل تلوث كل شيء من مصيبة الموصل وسنجار&وسبي&اليزيدين&حتى خراب البصرة!
قديما كان العراقيون أذا&أحبطوا ويئسوا من شيء ، قالوا&"بعد خراب البصرة"&اليوم خربت معها&بغداد،&وعمليتها السياسية&التي ولدت مشوهة كسيحة.&وإذا خربت السياسة خرب الماء&والهواء&والخبز أيضا.&وبعد هذا الخراب ليس سوى الانتفاضة!&&
التعليقات